بمشاركة دولية غير مسبوقة.. القمة العالمية للحكومات 2025 تنطلق في دبي اليوم

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي - «الوطن»


تنطلق اليوم، القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي، وسط حضور عالمي واسع يضم رؤساء دول وحكومات، ومسؤولين دوليين، وقادة منظمات عالمية، إلى جانب نخبة من الخبراء ورواد الفكر، في حدث يهدف إلى صياغة رؤى جديدة لمستقبل العمل الحكومي، واستشراف الحلول المبتكرة للتحديات العالمية. وتأتي هذه النسخة من القمة تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، في وقت تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، مما يستدعي إعادة النظر في النماذج التقليدية للحكم والإدارة العامة.

القمة التي تستمر حتى 13 فبراير، تضم أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، و140 وفداً حكومياً، و80 منظمة دولية وإقليمية، إضافة إلى 300 شخصية قيادية عالمية، يناقشون قضايا حيوية عبر 21 منتدى عالمياً، وأكثر من 200 جلسة حوارية وورشة عمل. ومن المقرر أن تشهد القمة أيضاً إبرام شراكات استراتيجية، وإطلاق تقارير بحثية متخصصة، وإعلان مبادرات جديدة تسهم في تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المستقبلية.

وتتناول القمة 6 محاور رئيسة تشكل الإطار العام للنقاشات والحوارات التي ستجري على مدار الأيام الثلاثة، إذ يتصدر هذه المحاور ملف الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية، حيث ستناقش الحكومات كيفية الاستفادة من التقنيات المتقدمة لتعزيز الأداء الحكومي وزيادة الكفاءة والشفافية.

كما تحظى التحولات الاقتصادية وتمويل المستقبل بحضور قوي في أجندة القمة، إذ سيتم التركيز على إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، وتعزيز الاستثمارات الاستراتيجية، ودور الأسواق الناشئة في قيادة النمو العالمي.

وتأخذ القضايا البيئية والمناخية حيزاً مهماً في النقاشات، من خلال محور مرونة المدن ومواجهة الأزمات والتغيرات المناخية، والذي يبحث في كيفية تعزيز استدامة المدن والتخطيط الحضري الذكي في ظل التحديات البيئية المتزايدة.

كما يتم تخصيص جلسات مكثفة حول مستقبل البشرية وتطوير القدرات، إذ يُناقش دور التعليم، والصحة، والتكنولوجيا، في بناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة.

وفي إطار البحث عن حلول جديدة لأنظمة الرعاية الصحية، تتناول القمة تحولات الصحة العالمية، عبر دراسة الابتكارات في القطاع الصحي، وأثر الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الصحية. أما المحور الأخير، الآفاق المستقبلية، فيركز على الاتجاهات المستقبلية في الاقتصاد الرقمي، والتقنيات الناشئة، ودور الدبلوماسية الاقتصادية في تعزيز الاستقرار العالمي.

وتحظى القمة بحضور لافت لأبرز الشخصيات العالمية في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا، والسياسة، مما يعكس أهميتها كمنصة للحوار والتأثير في صناعة القرار الدولي. ومن بين الشخصيات البارزة التي تشارك في القمة، الرئيس التنفيذي لشركة «جوجل» سوندار بيتشاي، والذي سيتحدث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحكومات ومستقبل الحوسبة السحابية.

كما يشارك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وسبيس إكس إيلون ماسك، في جلسة محورية حول مستقبل النقل الذكي والروبوتات والطاقة المستدامة.

ويحضر أيضاً رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب، والذي يناقش كيفية تبني الحكومات لنماذج اقتصادية جديدة تعتمد على التكنولوجيا والحوكمة الذكية. أما الشريك المؤسس لشركة «أوراكل» لاري إليسون، فسيقدم رؤيته حول دور الحوسبة السحابية في إعادة هيكلة عمل الحكومات وتحقيق الكفاءة الرقمية.

في الجانب الاقتصادي، تتحدث المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، عن الضغوط الاقتصادية العالمية، وسبل تطوير سياسات مالية قادرة على تحقيق الاستقرار في ظل التحديات المتزايدة. كما يشارك وزير المالية التركي محمد شيمشك، ووزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، في جلسة تتناول مستقبل الأسواق الناشئة ودور الاستثمار في تحقيق النمو المستدام.

على صعيد الابتكار والتكنولوجيا، يشارك الرئيس التنفيذي لشركة بايدو الصينية روبن لي، في جلسة تناقش التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية تسخيرها لدفع عجلة الاقتصاد العالمي. ويأتي ذلك في ظل تركيز متزايد على أهمية التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا الكبرى لتحقيق تحول رقمي شامل.

تشهد القمة جلسات حوارية مكثفة تجمع بين صناع القرار والخبراء لبحث حلول مبتكرة في مجالات متعددة. ففي اليوم الأول، تنطلق النقاشات حول الحكومات في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يتحدث كلاوس شواب عن دور التكنولوجيا المتقدمة في تحسين كفاءة الأداء الحكومي. كما يتناول المنتدى الاقتصادي العالمي التطورات الاقتصادية الكلية وانعكاساتها على الاستقرار المالي والسياسات الحكومية.

وفي اليوم الثاني، يركز جدول الأعمال على التحديات الاقتصادية والاستثمارات الاستراتيجية، حيث يشارك سوندار بيتشاي في حوار حول الذكاء الاصطناعي والاستثمارات المستقبلية. كما تناقش جلسة خاصة الأسواق الناشئة ودورها في الاقتصاد العالمي، بمشاركة وزراء مالية وخبراء اقتصاديين.

أما اليوم الثالث، فيشهد نقاشات معمقة حول التغيرات التكنولوجية وتأثيرها على الدبلوماسية الاقتصادية. ومن أبرز الجلسات، جلسة مع إيلون ماسك حول مستقبل النقل الذكي والطاقة المستدامة، إلى جانب جلسة أخرى تناقش التوجهات المستقبلية للإعلام وتأثيره على صناعة القرار السياسي.

لا تُعد القمة مجرد حدث عالمي لتبادل الأفكار، بل هي مختبر لصياغة سياسات حكومية جديدة تستجيب لمتطلبات المستقبل. من المتوقع أن تسفر القمة عن إطلاق مبادرات استراتيجية تعزز التعاون بين الحكومات، وتدعم التحولات الرقمية، وتضع معايير جديدة للاستدامة الاقتصادية والإدارية.

كما يُنتظر أن تشهد القمة توقيع اتفاقيات دولية بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الشراكات في مجالات الابتكار، والاستدامة، والتحول الرقمي.

وبالتعاون مع منظمات دولية، سيتم إصدار تقارير بحثية متخصصة تسلط الضوء على التحولات المستقبلية في الحوكمة الرقمية، والتعليم، والطاقة، والاستثمارات العالمية.

مع اختتام القمة، من المتوقع أن تظل آثارها ملموسة على المدى الطويل، حيث ستشكل التوصيات والمبادرات التي ستخرج بها دليلاً عملياً للحكومات حول كيفية مواجهة التحديات المستقبلية بطرق مبتكرة. كما ستسهم القمة في إعادة تعريف دور الحكومات، وتحفيز تبني سياسات أكثر مرونة وذكاء في التعامل مع الأزمات العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق