أؤمن، كأردنية قبل أن أكون نائبة، بأن الأردن كان وسيظل الصوت المعتدل والعقلاني في منطقة تعصف بها الأزمات. فمنذ عقود، كان الموقف الأردني واضحاً وثابتاً، قائماً على الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتمسك بالحلول الدبلوماسية التي تحفظ الأمن والاستقرار، ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم.اضافة اعلان
ما يميّز الأردن عن غيره هو قيادته الهاشمية الحكيمة، التي حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق الشعوب، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. لا يمكنني إلا أن أشعر بالفخر كلما رأيت جلالة الملك عبد الله الثاني يواجه الضغوط الدولية بثبات، رافضاً كل محاولات فرض الأمر الواقع على القدس، ومؤكداً في كل لقاء دولي أن السيادة على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي مسؤولية تاريخية لا يمكن التفريط بها. هذا الموقف لم يكن يوماً مجرد كلمات، بل كان سياسة متجذرة في كل خطوة تخطوها الدبلوماسية الأردنية.
في ظل العدوان المستمر على غزة، لم يكن الأردن متفرجاً، بل تحرك على جميع المستويات، السياسية والإنسانية والعسكرية، لنصرة الأشقاء الفلسطينيين. إرسال المستشفيات الميدانية، وتوجيه قوافل الإغاثة رغم كل التعقيدات، لم يكن إلا دليلا على أن الالتزام الأردني تجاه فلسطين ليس شعاراً، بل حقيقة راسخة في عقيدة الدولة الأردنية. الجهود الحثيثة التي قادتها وزارة الخارجية الأردنية على الساحة الدولية، لم تتوقف عند حدود الدبلوماسية التقليدية، بل كانت تحركات نشطة لحشد الدعم لوقف العدوان، والتأكيد على أن ما يجري في غزة هو جريمة ضد الإنسانية لا يمكن السكوت عنها.
ومن هنا، فإن الموقف الأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لموقف ثابت، يرفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة. الأردن، بكل مؤسساته، يدرك أن التهجير القسري الذي تسعى بعض القوى إلى فرضه على أهل فلسطين، هو خطر لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد المنطقة بأسرها، ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات. ولهذا، لم يتوان الأردن عن التحذير، في كل المحافل الدولية، من العواقب الكارثية لأي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة، مؤكداً أن حق الفلسطينيين في أرضهم ليس محل تفاوض أو مساومة.
ولا يمكنني أن أتحدث عن الدور الأردني دون الإشارة إلى الجهود الجبارة التي تبذلها جلالة الملكة رانيا العبد الله، التي أصبحت رمزاً عالمياً للصوت الإنساني الحقيقي. فبأسلوبها الواقعي، وطرحها لقضايا المرأة والتعليم والعدالة الاجتماعية، استطاعت أن تجعل من الأردن نموذجاً في التأثير الإيجابي على الرأي العام العالمي. ما تقوم به جلالة الملكة ليس مجرد نشاط خيري، بل هو إستراتيجية متكاملة لنقل صورة الأردن الحقيقية إلى العالم، دولة قائمة على مبادئ العدالة، والانفتاح، والتسامح.
وأمام كل هذه التحديات والتحولات، فإنني أرى أن الوقت قد حان لنقف جميعاً، كشعب واحد، خلف قيادتنا الهاشمية، لا نسمح لمن يحاول التشكيك في نهج الدولة الأردنية أن ينجح في ذلك. علينا أن ندرك أن قوتنا تكمن في وحدتنا، وفي التزامنا بمواقفنا الوطنية، وفي وعينا بأن الأردن لم يكن يوماً تابعاً، بل كان دائماً صاحب قرار مستقل.
لهذا، أدعو كل أردني وأردنية إلى أن يكونوا جزءاً من عاصفة إلكترونية تعكس مدى تلاحمنا، وتُظهر للعالم أن الأردنيين يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم، متمسكين بمبادئهم وثوابتهم. لنُسمع صوتنا للجميع، ولنثبت أن الأردن كان وسيبقى، رغم كل التحديات، قلعة صامدة تنبض بالعزة والكرامة.
الأردن: صوت الحكمة والاستقرار في المحافل الدولية
![الأردن: صوت الحكمة والاستقرار في المحافل الدولية](https://elbrqnews.com/temp/thumb/900x450_uploads,2025,02,11,985cbe79e5.jpg)
الأردن: صوت الحكمة والاستقرار في المحافل الدولية
0 تعليق