وزير الخارجية السوري: الشعب لا يطمئن للعلاقة بروسيا وإيران لكننا منفتحون

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد وزير الخارجية السوري في الحكومة الانتقالية، أسعد الشيباني، أن سوريا نالت حريتها وكرامتها بعد سنوات طويلة من المعاناة، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر الذي واجه الحكومة الانتقالية كان التخلص من النظام السابق وإرساء أسس جديدة للدولة السورية.

وأضاف الشيباني، خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات بدبي، أن الحكومة الجديدة تواجه تحديًا كبيرًا في إعادة بناء الدولة من الصفر، موضحًا أن الدعم الذي تتلقاه الحكومة يتجلى في عيون أبناء الشعب السوري، الذين يتطلعون إلى مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا.

إصلاح العلاقات الخارجية

وتطرق وزير الخارجية السوري إلى العلاقات الدولية التي ورثتها الحكومة عن النظام السابق، قائلًا: "علاقاتنا مع الجوار والعالم تأثرت سلبًا بسبب سياسات النظام السابق، ونحن اليوم نسعى لترميمها وإعادة بنائها على أسس جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".

وأشار إلى أن سوريا الجديدة تحاول تصحيح مسار العلاقات مع الدول المجاورة، وإعادة الانخراط في المجتمع الدولي بطريقة تعكس مصالح الشعب السوري وتطلعاته.

تحسن اقتصادي رغم التحديات

فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، أوضح الشيباني أن الوضع الاقتصادي الذي ورثته الحكومة كان كارثيًا بسبب العقوبات التي فرضت على النظام السابق جراء سياساته الضريبية الجائرة، مضيفًا أن العملة السورية شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الشهرين الماضيين.

وأضاف: "وضعنا خطة بالتعاون مع دول الخليج والعالم لرفع الحصار والعقوبات عن سوريا، وحققنا تقدمًا على مستوى التواصل مع الإدارة الأمريكية وأوروبا لرفع جزء من العقوبات".

وأكد أن العقوبات المفروضة حاليًا تؤثر على الشعب السوري بشكل مباشر، وليس على النظام السابق، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في هذه الإجراءات لتخفيف معاناة المواطنين.

مستقبل سوريا في أيدي شعبها

وفي حديثه عن مستقبل البلاد، قال الشيباني: "لقد حررنا الشعب السوري من خاطفه، ولا منطق في سؤالنا إلى أين نأخذه"، مؤكدًا أن السوريين اليوم يشاركون في صنع مستقبل بلادهم بحرية تامة.

وأشار إلى أن الحكومة المقبلة ستمثل جميع أطياف المجتمع السوري دون إقصاء أو تهميش، مشددًا على أن سوريا لن تتحول إلى دولة تحكمها المحاصصة الطائفية، بل سيتم اختيار المسؤولين بناءً على الكفاءة وليس وفقًا لمفهوم الأقليات.

الأمن وإعادة بناء المؤسسات

وعن الوضع الأمني في البلاد، قال وزير الخارجية السوري إن الأوضاع مستقرة جدًا، وأن سوريا استقبلت عشرات الوفود الدولية مؤخرًا، لكنه أشار إلى أن بناء أجهزة الشرطة والجيش يحتاج إلى مزيد من الوقت لضمان عملها بكفاءة في خدمة الشعب.

وأضاف: "لن نمارس دور الوصاية على السوريين، ولن نفرض عليهم شيئًا، بل سنتعلم من أخطائنا السابقة لضمان بناء دولة حديثة ومستقرة".

وأشاد الشيباني بقدرة سوريا على تجنب الانزلاق إلى حرب طائفية بعد سقوط النظام السابق، معتبرًا أن ذلك يعد إنجازًا كبيرًا للحكومة الانتقالية.

العلاقة مع لبنان وروسيا وإيران

وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أكد الوزير السوري أن حكومته لن تتحمل سوء العلاقة التي كانت قائمة بين النظام السابق ولبنان، مضيفًا: "مشكلتنا مع روسيا وإيران كانت بسبب دعمهما للنظام السابق، لكننا منفتحون تجاه إعادة بناء العلاقة معهما بشرط عدم التدخل في شؤوننا الداخلية".

وكشف أن هناك رسائل إيجابية ترد من موسكو وطهران، لكن الشعب السوري لا يزال متأثرًا بالجرح الذي سببه الدعم السابق للنظام، ما يستدعي معالجة هذا الأمر بحذر قبل التقدم نحو أي شراكة جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق