بقلم: رون بن يشاي 12/2/2025
الرسائل المشوقة التي أطلقت من جهة رئيس الوزراء أمس تشهد على الضغوط التي يعيشها. فنتنياهو يحاول ان يسير بين القطرات أو بين رغبات ترامب، سموتريتش، عائلات المخطوفين والرأي العام الإسرائيلي.اضافة اعلان
حماس نفسها قالت منذ يوم أمس انها ستكون مستعدة لتحرير المخطوفين كما كان مخططا في السبت، وهددت بتأخير التحرير منذ يوم الاثنين كي يكون ما يكفي من الوقت للوسطاء لاعادة الصفقة الى مسارها الصحيح. سرقت الأوراق مع اعلان ترامب في الليلة التي طلب فيها من حماس تحرير "كل المخطوفين حتى ظهر السبت، والا فستفتح بوابات الجحيم". ومع أنه ظاهرا اقترح هذا على حكومة إسرائيل ولم يضع خطا واضحا خاصا به فقد ادخل رئيس الوزراء نتنياهو الى مشكلة مع الجناح اليميني – المسيحاني في الائتلاف، لانه لا يمكنه أن يكون اقل صقرية من ترامب.
سموتريتش من داخل الحكومة وبن غفير من خارجها استغلا الفرصة وطالبا بتنفيذ اعلان ترامب نصا، وان تتبناه حكومة إسرائيل. بمعنى انه اذا لم يعاد كل المخطوفين – وليس فقط كل الاحياء التسعة المتبقين في المرحلة الأولى – فان إسرائيل ستدخل بقوة وتحتل قطاع غزة. موقف اليمين والحاجة الى السير على الخط مع ترامب دفعا نتنياهو الى القيام بعملين: توجيه الجيش الإسرائيلي للاستعداد لعملية قوية وشاملة في القطاع، مثلما يحصل بالفعل وإعلان بيان، اتخذ بقرار الكابنت، وبموجبه على حماس أن تحرر "مخطوفينا" حتى السبت.
يمكن لهذا ان يفهم منه أيضا على حد قول ترامب "كلهم"، وكذا كثلاثة كان يفترض أن يتحرروا حسب الخطة يوم السبت. بعد ضغط علني من اليمين، صدر لاحقا بيان آخر باسم "مصدر رفيع المستوى" شدد على أن الحديث يدور عن "كل المخطوفين مثلما قال ترامب". لكن ليس باسم رئيس الوزراء وبالتأكيد ليس بصوته. مع تحفز الجيش الإسرائيلي بشكل استعراضي للعمل في داخل القطاع، ونشر البيان – فان نتنياهو أيضا خلق تهديدا حقيقيا على حماس، أي قام باستعراض مضاد للعضلات، وفي نفس الوقت سمح للوسطاء بإنزال حماس عن الشجرة. نتنياهو يخشى جدا خلق تضارب بينه وبين البيت الأبيض، ومن أن "ينقلب" ترامب عليه مثلما فعل بعد تصفية سليماني في 2020. رئيس الوزراء يتعرض لضغط من اليمين ومن واشنطن، حيث يطلق ترامب تصريحات دون أن يفكر بكل تداعياتها. سموتريتش يقصد حقا ان يدخل الجيش الإسرائيلي الى القطاع وترامب يساعده وبذلك يصعب على نتنياهو.
اذا ما شرعت إسرائيل بعملية قوية في القطاع، فقسم من المخطوفين على الأقل سيصاب بأذى. هذا ما يقوله أيضا كبار رجالات الامن ويعرفه وزراء الحكومة. كما أن حماس تخشى من "الجحيم" الذي يتوعد بها ترامب وبالتالي يمكن التقدير بانه حتى يوم الجمعة، حين يفترض أن تسلم أسماء المحررين، الازمة ستجد حلها بطرق دبلوماسية والجيش الإسرائيلي لن يضطر لان ينفذ التهديد القائم في تواجده المعزز في هوامش القطاع.
0 تعليق