دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وقّع حوالي 4 آلاف شخص تقريبًا على رسالة مفتوحة تدعو دار "كريستيز" للمزادات في مدينة نيويورك الأمريكية إلى إلغاء أول مزاد مرتقب خاص بالفن المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو حدث يُعتَبر الأول من نوعه لدار مزادات معروفة.
ومرد ذلك إلى وجود مخاوف من أنّ البرامج المستخدمة لإنشاء بعض القطع الرقمية التوليدية تتدرّب عبر أعمال محمية بموجب حقوق الطبع والنشر، وأنّها تستغل الفنانين البشر.
وبدأ تداول الرسالة عبر الإنترنت السبت، أي اليوم الذي تبع إعلان دار "كريستيز" عن الحدث الذي يُدعى "Augmented Intelligence"، أي "الذكاء المعزّز".
ويشمل المزاد، الذي تتوقع دار "كريستيز" أنّه سيحقّق أكثر من 600 ألف دولار، أعمال فنانين مثل رفيق أناضول، وهارولد كوهين، وهولي هيرندون، وغيرهم.
![آلاف الأشخاص يطالبون دار](https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/02/13/images/290078.jpg)
وسيتم بيع أكثر من 20 قطعة، رغم أنّ ربعها تقريبًا عبارة عن أعمال رقمية أصلية مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وفقًا لدار "كريستيز".
ومن المقرّر أن ينطلق المزاد في العشرين من فبراير/ شباط ويستمر لغاية الخامس من مارس/ آذار.
ودعت الرسالة، التي حملت 3،936 توقيعًا عند نشرها، "كريستيز" إلى إيقاف المزاد.
ويعترض المؤلفون إلى حدٍ كبير على نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة لإنشاء بعض الأعمال المعروضة للبيع، ويقولون إنّها تدربت بواسطة استخدام أعمالٍ محمية بحقوق الطبع والنشر من دون أخذ الإذن من مبتكريها.
![آلاف الأشخاص يطالبون دار](https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1600,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/02/13/images/290079.jpg)
وأكّد الخطاب: "تستغل هذه النماذج والشركات التي تقف وراءها الفنانين البشر عبر استخدام أعمالهم من دون إذن أو مقابل، لبناء منتجات تجارية مصنوعة بالذكاء الصناعي تنافسهم".
كما أضاف: "إن دعمكم لهذه النماذج والأشخاص الذين يستخدمونها يكافئ ويحفز شركات الذكاء الاصطناعي على سرقة أعمال الفنانين البشر بشكلٍ جماعي".
وأدى استخدام أعمال الفنانين المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي تعمل على تشغيل برامج مثل "Midjourney"، و"Stable Diffusion"، و"Dall-E"، إلى دعوات قضائية ضد شركات التكنولوجيا المُصنِّعة للبرامج.
وأفاد فنانون أنّ برامج الذكاء الاصطناعي استخدمت أعمالهم لتدريب النماذج من دون إذنهم أو تعويض مالي.
وتدافع شركات التكنولوجيا عن نفسها مستشهدةً بالاستخدام العادل، الذي يسمح باستخدام بعض المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر من دون إذن في بعض الحالات.
![آلاف الأشخاص يطالبون دار](https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1600,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/02/13/images/290080.jpg)
وكتب إد نيوتن ريكس، الرئيس التنفيذي لمنظمة "Fairly Trained" غير الربحية، التي تصادق على شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على البيانات بشكلٍ أكثر عدالة، على موقع "إكس" (تويتر سابقًا): "لماذا تتسامح كريستيز مع هذه النماذج من خلال المساعدة على بيع هذه الأعمال مقابل عشرات أو حتى مئات الآلاف من الدولارات، عندما تؤدي النماذج بشكل مباشر إلى إفقار العديد من الفنانين الذين سرقت منهم؟".
وكانت الرسالة موجهة إلى اختصاصيي الفن الرقمي لدى دار "كريستيز"، نيكول سيلز جيلز، وسيباستيان سانشيز، اللذين يرأسان المزاد.
وفي بيان، أفاد متحدث باسم دار المزادات لموقع "The Art Newspaper": "يتمتع جميع الفنانين الممثَّلين في عملية البيع هذه بممارسات فنية متعددة التخصّصات قوية وموجودة، وبعضهم معترف به في مجموعات المتاحف الرائدة. وتستخدم الأعمال في هذا المزاد الذكاء الاصطناعي لتعزيز أعمالهم".
وأفاد سارب كيرم يافوز، فنان يستخدم الذكاء الاصطناعي في أعماله أحيانًا، أنّ فكرة كون الفن الناجم عن الذكاء الاصطناعي بمثابة سرقة، تستند إلى سوء فهم لمجموعات البيانات المستخدمة في أعمال مشابهة.
وتُعد أعماله من القطع المعروضة في مزاد دار "كريستيز"، كما أنّه من المساهمين في موقع "The Art Newspaper".
وكتب يافوز في بيان: "تحاكي الصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي الإلهام البشري في نواحٍ عديدة، لكنها أكثر كفاءة في تحليل المعلومات فحسب".
ومع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وزيادة استخدامها في الحياة اليومية، تكافح والقوانين المتعلقة بحقوق الطبع والنشر والاستخدام العادل لمواكبة ذلك.
وفي الشهر الماضي، حكم مكتب حقوق الطبع والنشر الأمريكي بأن الفنانين يستطيعون حماية أعمالهم المصنوعة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن "المواد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكلٍ بحت" تظل غير مؤهلة للحماية.
0 تعليق