السبيل – خاص

أفشل مشايخ ووجهاء الدروز في سوريا، لا سيما ببلدة “حضر” في جبل الشيخ المحتل جنوب سوريا، مخططات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبعد يومين من تداول فيديو مزعوم على أنه لوجهاء من “حضر” يطالبون فيه بالانضمام إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، أصدرت الهيئة الروحية والاجتماعية في البلدة الدرزية بيانا قطعت فيه الطريق على نتنياهو وحكومته، وأكدت أن “حضر جزء لا يتجزأ من سوريا”.

ولفت الوجهاء في البلدة التي تقع ضمن محافظة القنيطرة، أنهم يسعون إلى الانخراط في سوريا الجديدة الموحدة، والتي “تسودها القيم والمحبة والعدالة والمساواة والديمقراطية بعيدا عن التعصب والمناطقية والطائفية والعشائرية وأن تكون سوريا لكل السوريين”.

وأكد الوجهاء في بيانهم أن الفيديو الذي روجه الاحتلال “يحمل آراء تتنافى مع الموقف التاريخي لأهالي حضر، والذي يؤكد على عمق الانتماء لسوريا المتمثل بقول القائد التاريخي لسوريا سلطان باشا الأطرش (الدين لله والوطن للجميع)”.

وجاء في البيان أن “أي رأي مخالف لما ورد في هذا البيان يعتبر غير شرعي ولا يمثل موقف عموم أهالي بلدة حضر وهو ليس إلا موقف شخصي”.

قلنا لكم اكثر من مرة: لا تصدقوا الاكاذيب والفيديوهات المفبركة التي تصل الى موبايلاتكم او تشاهدونها على مواقع التواصل. هاهم اهلنا من بني معروف في القرى السورية المحاذية للحدود الاسرائيلية ينفون كل الاكاذيب والفيديوهات المفبركة بحقهم pic.twitter.com/BNGc8F8Hjc— فيصل القاسم (@kasimf) December 13, 2024

تجاهل لقاء نتنياهو
كان لافتا أن أهالي بلدة حضر في القنيطرة، تجاهلوا لقاء الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في فلسطين الشّيخ موفّق طريف، برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي جاء لمناقشة التّطوّرات الأخيرة في سوريا وتأثيرها على الطّائفة الدّرزيّة في الشّرق الأوسط.

ودعا طريف نتنياهو بشكل مباشر إلى “ضرورة حفظ وتثبيت الأمن في المناطق الدُّرزيّة جنوبيّ سوريا، ومنع وصول المنظّمات المتطرّفة والإرهابيّة إليها”.

في حين ذكر نتنياهو لطريف أن “الحكومة الإسرائيلية ملتزمة تجاه الطّائفة الدّرزيّة”.

مواقف متتالية
بعد إثارة قضية الدروز في “حضر” ولقاء نتنياهو بموفق طريف، تداعى وجهاء قرى درزية أخرى في القنيطرة إلى إصدار بيانات ترفض الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد تمسكها بوحدة سوريا.

ونشر وجهاء قرية “بقعسم” في جبل الشيخ بيانا، أكدوا فيه أنهم جزء من الشعب السوري، وبلدتهم هي من أراضي سوريا.

ورفض وجهاء “بقعسم” بشكل قطعي “الاحتلال الإسرائيلي الماضي والحاضر لأراضي سوريا، وأي مطالب لتقسيمها”.

تأكيد الرئيس الروحي
السبت، أكد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري على مواقف وجهاء الطائفة الرافضة لأي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الهجري في تصريحات صحفية خلال تواجده في بلدة “قنوات” بمحافظة السويداء: “لم نتحرر من الاحتلال الإيراني ليحتلنا الإسرائيلي، ولا هنا ولا هان علينا إخوتنا في غزة”.

لا حرب قريبا
علق القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.

الشرع وفي تصريحات لـ”تلفزيون سوريا” قال إن “الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة”، مشيرًا إلى أن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة”.

وإجابة على تساؤل حول نية سوريا بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية، قال الشرع إن “الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.

وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

ودعا الشرع المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه هذا التصعيد، مشددًا على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية.

وأكد أن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار، بعيدًا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة.

فلسطين حاضرة
رصدت “السبيل” خلال الأيام الماضية حضور أعلام فلسطين، والكوفيات الفلسطينية في مظاهرات السوريين بمختلف المحافظات.

ورفع سوريون أعلام فلسطين إلى جانب العلم السوري الجديد في الميادين المختلفة احتفالا بسقوط نظام بشار الأسد.

وقال الصحفي والباحث السوري عبيدة غضبان، إن “موضوع التوسع الصهيوني سيتسارع بالأيام القادمة ويحتاج الآن حراكا رافضا شعبيا -بمظاهرات الغد الكبيرة – أولا، ودبلوماسيا من الدولة والأشقاء ثانيا، وصولا إلى السياسي والعسكري تاليا”.

وخلال الأيام الماضية شن جيش الاحتلال مئات الغارات على سوريا، هي الأعنف في تاريخه، كما حضرت بعثة من الحاخامات الصهاينة مصحوبين بأطفالهم إلى مناطق سورية جرى احتلالها مؤخرا، حيث أقيمت طقوس يهودية بنية تأسيس بؤرة استيطانية دينيّة سريعاً.