فبراير البحريني

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجّل التاريخ للشعب البحريني موقفين حدثا في فبراير، وبينهما عشر سنوات بالتمام والكمال، موقفين لا يمكن أن تغيب عنهما الذاكرة الوطنية. الموقف الأول هو بيعة الشعب البحريني لجلالة الملك حفظه الله من خلال أكبر استفتاء شعبي للميثاق الوطني أي للعقد الاجتماعي بين الحكم والشعب، وحصوله على نتيجة يتمنى أن يحصل عليها أي زعيم في العالم 98.4%، وكان ذلك في فبراير من عام 2001.

والثاني هو وقفة الشعب البحريني في الفاتح مجدّداً البيعة لجلالته بعد عشر سنوات في 21 فبراير من عام 2011 متصدياً لأكبر مؤامرة إيرانية على مملكة البحرين كادت أن تودي بنا إلى الهلاك، إنما كان لتلك الوقفة التاريخية العظيمة تؤكد تجديد البيعة لجلالة الملك حفظه الله واستفتاء جديداً كان له الأثر في وضع الأمور في نصابها، ولا ننسى أبداً أبداً تضحيات رجال الأمن التي حفظت لنا وطننا وأخرجتنا من فم الحوت، وها نحن اليوم نحتفل ولله الحمد بالذكرى الرابعة والعشرين عام 2025 ونحن ننعم بأمن وسلام بفضل من الله وتضحيات هذا الشعب العظيم.

ليعرف أبناء هذا الجيل أنه لم يكن لينعم بما فيه الآن لولا جيش عظيم وحرس وطني عظيم ورجال أمن عظام التفوا كلهم حول جلالته درعاً واقياً مجدّدين البيعة كما ألزمهم شرفهم الوطني معاهدين الله على صيانته وحمايته والذود عن حصنه، ارتفعت فيه أرواح للشهداء ضحوا من أجل كرامتهم وعزتهم، وها نحن نحتفل اليوم بتلك الذكرى العظيمة.

أن يكون للشعب قوات عسكرية وأمنية وطنية تحفظ الدستور والقانون وتحميه من أي تدخل أو هيمنة أجنبية، فهذا الشعب في عز وكرامة ورفعة شأن، والعكس صحيح، وحالة الشعب اللبناني على سبيل المثال لهي أكبر دليل على تلك القيمة العظيمة لمعنى أن يكون الأمن رهناً بجيشك الوطني، فالشعب اللبناني اليوم يلتف حول جيشه ليعيد له اعتباراً فقده لعقود طويلة ذاق فيها اللبنانيون مرارة الارتهان لميليشيات لا تهمها مصلحته ولا أمنه.

فقبل يومين تظاهرت جماعة الأصفر في لبنان "حزب الله سابقاً" عند المطار احتجاجاً على منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار بيروت "أي خسة ونذالة تلك"، فتصدت قوات الأمن والجيش اللبناني للفوضى التي افتعلتها فلول الحزب، إنما اللافت للنظر والذي استدعى الكتابة عن هذه الحادثة وربطها بذكرى احتفالنا بميثاقنا الوطني وببيعتنا لجلالة الملك، هو احتفاء اللبنانيين بفيديو لضابط في الجيش اللبناني وهو يصفع أحد "زعران الأصفر" ليمنعه من الاقتراب من المطار، فكانت هذه اللقطة موضع احتفاء وحفاوة من اللبنانيين تداولوها وكأنها ردتْ اعتباراً للبنان كله لا للجيش فقط، صفقوا لها، بل طالب البعض بتحويلها إلى نغمة يترنّم بها اللبنانيون الذين انتظروا تلك اللحظة التي تكون للجيش الوطني الكلمة الأخيرة.

لذلك؛ كل فبراير سيكون ذكرى لنا، ذكرى بحرينية وطنية لانتصار "الدولة"، لانتصار جيشها ورجال أمنها متضامنين مع شعبها، كل فبراير سيُعيد لنا الاعتزاز والفخر بتلك المكتسبات التي حمت الشعب البحريني، فكل فبراير هو تجديد للبيعة، كل فبراير والبحرين بخير.. إذ إننا نجدّد البيعة هذا العام وكل عام بإذن الله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق