صاروخ أوريشنيك الروسي: قدرات عسكرية جديدة ورسائل سياسية حادة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استخدمت روسيا لأول مرة صاروخها الفرط صوتي الجديد "أوريشنيك" في هجوم استهدف منشأة عسكرية في مدينة دنيبرو الأوكرانية يوم 21 نوفمبر الماضي.اضافة اعلان

 

وأظهر مقطع فيديو للهجوم كرات نارية ضخمة تخترق الظلام بسرعة هائلة. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث على التلفزيون الوطني بعد ساعات من الهجوم ليفتخر بالصاروخ، محذرًا الغرب من استخدامه مستقبلاً ضد حلفاء أوكرانيا في الناتو.

 

مواصفات أوريشنيك


أوريشنيك، الذي يعني اسمه باللغة الروسية "شجرة البندق"، يتميز بسرعة فرط صوتية تصل إلى 10 أضعاف سرعة الصوت (ماخ 10)، ووفقًا للمصادر الأوكرانية، قد تصل سرعته إلى  11 ماخ . ويستطيع الصاروخ حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، ويمتلك مدى يتيح له استهداف أي موقع في أوروبا.


وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن الصاروخ يُعد نسخة تجريبية من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، مشتقة من صاروخ RS-26 Rubezh الباليستي العابر للقارات. ويُعتبر هذا الهجوم أول استخدام لهذه الفئة من الأسلحة في حرب فعلية.


ويمكن للصاروخ، الذي يحمل ستة رؤوس حربية قادرة على استهداف مواقع متعددة، إحداث دمار هائل يعادل أطنانًا من المتفجرات، حتى عند استخدام رؤوس تقليدية.

 

ووصف بوتين السلاح بأنه قادر على تدمير الملاجئ المحصنة تحت الأرض بفعالية كبيرة، محذرًا من استهداف منطقة الحكومة في كييف إذا استدعت الضرورة.

ولم يسفر الهجوم على منشأة عسكرية في دنيبرو عن وقوع ضحايا، وفقًا للسلطات الأوكرانية، لكن حجم الدمار الذي خلفه أثار القلق. السلطات الأوكرانية عرضت حطام الصاروخ المحترق والمكون من أسلاك متفحمة وهياكل مشوهة. 

 

وأطلق الصاروخ من قاعدة الاختبارات الصاروخية الرابعة في منطقة أستراخان الروسية على بحر قزوين.

السياق العسكري والسياسي


أوريشنيك يُعد جزءًا من ترسانة متنوعة استخدمتها روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022. بالإضافة إلى صواريخ كروز بعيدة المدى والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع، استخدمت روسيا صواريخ "كينجال" الباليستية الفرط صوتية لضرب أهداف استراتيجية. أورشنك يُعد أكثر تعقيدًا بفضل رؤوسه المتعددة وقدرته على إلحاق أضرار أشد.


بوتين اعتبر إطلاق الصاروخ رسالة ردع واضحة للغرب، مؤكدًا حق روسيا في استهداف المنشآت العسكرية لأي دولة تسمح باستخدام أسلحتها ضد روسيا. 

 

فيما أضاف دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن الصاروخ قادر على الوصول إلى أهداف في أوروبا خلال دقائق، محذرًا من أن الملاجئ لن توفر الحماية.

التداعيات النفسية والاستراتيجية


أوريشنيك ليس مجرد سلاح تكتيكي، بل أداة في حرب نفسية تستهدف تخويف الغرب. وسائل الإعلام الروسية زعمت أن الصاروخ يمكن أن يصل إلى قاعدة جوية في بولندا خلال 11 دقيقة، وإلى مقر الناتو في بروكسل خلال 17 دقيقة.


ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع توقيع بوتين على نسخة معدلة من العقيدة النووية الروسية، التي تخفض العتبة لاستخدام الأسلحة النووية، مما يبرز استعداد روسيا للتصعيد لتحقيق أهدافها بغض النظر عن الدعم الغربي لكييف.

 

ويقول الخبراء إن استخدام أورشنك يهدف إلى توجيه رسالة قوية ليس فقط لأوكرانيا، بل أيضًا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لتوضيح موقف روسيا من الدعم الغربي المستمر لكييف.- وكالات

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق