في قطاع الخدمات اللوجستية على سبيل المثال، قد تعلن شركة شحن أنها نفذت مليون عملية توصيل خلال شهر واحد، وهو رقم يوحي بتوسع العمليات ونجاح المنظومة التشغيلية، لكن هذا الرقم لا يحمل دلالة واضحة ما لم يُنظر إليه من زاوية أخرى: كم عدد الشحنات التي وصلت في وقتها المحدد؟ ما نسبة الأخطاء أو التلف؟ وكم عميلا قرر عدم تكرار التجربة بسبب مشكلات في الخدمة؟
إن عدم الاهتمام بهذه التساؤلات والإجابة عنها بمؤشرات تبنى وفق أسس علمية، مثل معدل الالتزام بالمواعيد، ومعدل رضا العملاء، ومعدل العودة لاستخدام الخدمة، يجعل الرقم المعلن لا يعبر سوى عن حجم النشاط، متجاهلا الكفاءة والأثر الفعلي، وهنا تكمن المعضلة الحقيقية التي تواجه معظم الكيانات اليوم: خلط مؤشر العمليات، الذي يقيس حجم النشاط، بمؤشر المخرجات، الذي يقيس الأثر الفعلي لهذا النشاط؛ والنتيجة أرقام لا تعكس الواقع.
عواقب سوء اختيار المؤشر على تحقيق الأهداف:
- إنجازات مؤقتة وخسائر مستقبلية:
- اتخاذ قرارات غير دقيقة وسوء توزيع الموارد:
- التضحية بالجودة لصالح الكم:
- التأخر في اكتشاف المشكلات وتصحيح المسار:
- فقدان الثقة بالكيان على المدى البعيد:
ختاما، الكيانات الذكية اليوم لا تكتفي بقياس ما تفعله، بل تقيم كيف يغير ما تفعله الواقع من حولها، وبما يحقق الأثر الحقيقي الذي تسعى إليه، وحين تكون المؤشرات دقيقة، تصبح الأرقام شاهدا على التقدم، لا غطاء للوهم، وحين تقاس الأهداف بالمعايير الصحيحة، يتحول الجهد إلى نتائج يشعر بها الجميع، وما يبنى على الدقة والوضوح، يبقى أثره طويلا، محفورا في ذاكرة الزمن.
AbdullahAlhadia@
0 تعليق