وقد شهدت سلاسل التوريد العالمية للطاقة النظيفة استثمارات جديدة بقيمة 140 مليار دولار، على الرغم من التحديات المستمرة المتعلقة بالقدرة الإنتاجية الفائضة. أما إصدارات الأسهم والسندات المتعلقة بالمناخ وتحول الطاقة، فقد حافظت على مستويات مرتفعة، حيث تجاوزت تريليون دولار.
هذا الارتفاع في الاستثمارات يعكس التوجه العالمي المتزايد نحو تبني تقنيات الطاقة النظيفة، بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغيرات المناخية. وقد تجاوزت الاستثمارات في تحول الطاقة حاجز التريليوني دولار لأول مرة، مسجلة بذلك أكثر من ضعف ما كانت عليه في عام 2020. ومع ذلك فقد تباطأ معدل النمو إلى 10.7% في عام 2024، بعد أن كان يتراوح بين 24-29% في الأعوام السابقة.
وقد تصدرت قطاعات النقل الكهربائي والطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء قائمة القطاعات الأكثر جذبا للاستثمارات، حيث بلغت قيمتها 757 مليار دولار و728 مليار دولار و390 مليار دولار على التوالي. كما شهد قطاع تخزين الطاقة نموا ملحوظا، حيث بلغت استثماراته 54 مليار دولار.
وعلى النقيض من ذلك، فقد شهدت القطاعات الأخرى، مثل الطاقة النووية واحتجاز الكربون والهيدروجين والشحن النظيف والتدفئة الكهربائية والصناعات النظيفة، انخفاضا في الاستثمارات بنسبة 23% في عام 2024، مما يعكس التحديات المستمرة التي تواجه هذه التقنيات الناشئة.
وقد سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أسرع معدلات النمو، حيث بلغت الزيادة 21% مقارنة بالعام السابق، وتجاوزت الاستثمارات فيها تريليون دولار في عام 2024، لتستحوذ على نصف الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة. وقد ساهمت الصين وحدها بثلثي هذا النمو العالمي، حيث استثمرت 818 مليار دولار في عام 2024، أي أكثر من ضعف أي دولة أخرى.
أما الولايات المتحدة فقد حافظت على استثمارات ثابتة بقيمة 338 مليار دولار، في حين شهدت دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة انخفاضا في الاستثمارات. ومن بين أكبر 10 دول مستثمرة، كانت الصين الأكثر استثمارا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي (4.5%)، تليها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإن الاستثمارات السنوية الحالية لا تزال تمثل 37% فقط من المستويات المطلوبة لتحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
أجد أن وصول الاستثمارات إلى 2.1 تريليون دولار يُظهر التزاما عالميا متزايدا بالتحول للطاقة النظيفة.
كما أن دور الصين المحوري في هذا النمو يُشير إلى أهمية السياسات والاستثمارات الحكومية في دفع هذا التحول.
لا سيما أن الاستثمارات الكبيرة في النقل الكهربائي والطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء تُظهر تركيزا على القطاعات الأساسية للتحول.
لكن انخفاض معدل النمو إلى 10.7% يُثير القلق حول القدرة على الحفاظ على الزخم المطلوب.
كما أن انخفاض الاستثمار في قطاعات مثل الطاقة النووية واحتجاز الكربون يُشير إلى صعوبة تطوير هذه التقنيات وتوسيع نطاقها.
إن حقيقة أن الاستثمارات الحالية تمثل 37% فقط من المطلوب لتحقيق أهداف الحياد الصفري تُظهر فجوة كبيرة تحتاج إلى معالجة. وانخفاض الاستثمار في أوروبا والمملكة المتحدة مقارنة بآسيا يُشير إلى تفاوت في الالتزام أو القدرة على الاستثمار.
0 تعليق