"تسامح بلا حدود".. رحلة فلسفية وتربوية لأماني جرار

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- تحت رعاية رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، وقعت الأكاديمية الدكتورة أماني جرار أول من أمس، كتابها "تسامح بلا حدود.. رؤية فلسفية تربوية"، الذي صدر عن دار الصايل للنشر والتوزيع بدعم من وزارة الثقافة.اضافة اعلان
شارك في الحفل الذي أقيم في المنتدى الثقافي بمؤسسة عبد الحميد شومان، وأدارته الإعلامية لينا مشربش، كل من: وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران، ورئيس جمعية الثقافة الفلسفية الدكتور أحمد ماضي.
ورأى د. عبد الرؤوف الروابدة، أن الكتاب يحمل عنوانا مهما ويقدم إضافة نوعية في هذه المرحلة المتأزمة التي يمر فيها العالم، وخاصة عالمنا العربي. وتساءل كيف يمكن للتسامح أن يكون في ظل حرب الإبادة والتهجير والقتل والظلم، مؤكدا أنه وجد في الكتاب صرخة تقول للعالم: "لقد ضاع العدل والحق وأصبحت القوة هي الميدان". وأضاف أن الكتاب يدعو إلى العودة إلى القيم الإنسانية وأخلاقياتها.
من جانبه، رأى د. أحمد ماضي، أن الكتاب جاء كرسالة تدعو إلى مزيد من الاهتمام بمسألة التسامح، مما يعني أنه ليس مجرد بحث أكاديمي، بل دعوة للتسامح. لافتا إلى أن الباحثة معنية بالمواطنة العالمية، وهو ما يتضح من كتابها الذي يحمل هذا العنوان. وأشار إلى أن المواطنة العالمية حلم جميل، بيد أن البشرية ما تزال بعيدة كل البعد عن بلوغه.
وقال ماضي: "إن هناك يوما عالميا للتسامح، وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفاء به في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام. جاء هذا القرار في أعقاب إعلان الجمعية العامة العام 1993، بأن يكون العام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح. وبين أن الهدف من الاحتفاء بيوم التسامح هو احترام وتقدير التنوع الثقافي والإنساني، ونبذ جميع أشكال التعصب والكراهية".
أما الدكتور إبراهيم بدران، فقال: "إن الكتاب يتناول الموضوع من حيث المفاهيم والفلسفة والإشكالية، ويتصدى بشكل رئيسي للإشكاليات الفلسفية والتربوية والثقافية والسياسية". مشيرا إلى أن الكتاب يبين أن التسامح ليس العفو والصفح، وإنما هو "الإقرار بحق الآخر في أن يكون مختلفا"، فالاختلاف لا يعني التضاد.
ورأى بدران، أن الكتاب ركز على التسامح من رؤية فلسفية تربوية. ومن الجانب العملي، فإن التعليم يعد من أكثر الوسائل فعالية لتأكيد التسامح ومنع ظاهرة التعصب، مؤكدا ضرورة تعليم الطلبة الحقوق والواجبات التي يتشاركون فيها ويدافعون عنها. كما نوه إلى أن الكتاب تناول قضايا عديدة إلى جانب التسامح، مثل حقوق الإنسان، المواطنة، المواطنة العالمية، الحق، العدالة، السلام، ثقافة السلام، البيئة الخضراء، التحديات العالمية، العولمة وتقدم العلوم والتكنولوجيا، وغيرها من القضايا.
وقالت الدكتورة أماني جرار: "إن مفهوم التسامح يظل من المفاهيم الأكثر جدلا في أيامنا هذه، في ظل ما نعيشه من إشكاليات أخلاقية ومعضلات فكرية. ولأهمية إدراك هذا المفهوم من حيث مبادئه، لا بد من العودة إلى موروثات الفلسفة لمحاولة سبر أهم مفارقاته ومقارباته الفكرية في يومنا هذا". لافتة إلى أن التسامح يعتبر المدخل لجميع أشكال التواصل الثقافي والحضاري والعلمي والأخلاقي، وهو المحرك الرئيس لعملية التأثر والتأثير المتبادل بين الشعوب والحضارات.
وأضافت جرار أنها تناقش في هذا الكتاب محاور فلسفية محددة ذات أهمية كبرى للإنسانية، وهو بذلك يخدم المهتمين بالشأن الفلسفي والتربوي والسياسي. حيث يبقى مفهوم التسامح الأكثر جدلا في أيامنا هذه، في ظل ما نعيشه من إشكاليات أخلاقية ومعضلات فكرية وتحديات اجتماعية. وتكمن الأهمية في إدراك هذا المفهوم من حيث مبادئه، والضروري للعودة إلى موروثات الفلسفة لمحاولة استكشاف أهم مفارقاته ومقارباته الفكرية في وقتنا الحالي.
ويعد التسامح، وفق جرار، المدخل لجميع أشكال التواصل الثقافي والحضاري والعلمي والأخلاقي، وهو المحرك الرئيس لعملية التأثير والتأثر المتبادل بين الشعوب والحضارات. كما لفتت المؤلفة إلى أن الكتاب يتناول "فلسفة التسامح"، ويبحث أبعاده اللامتناهية، من خلال مناقشة معضلات فلسفية وأخلاقية وتربوية وسياسية وثقافية عدة. مشيرة إلى أن الكتاب يستعرض العديد من المشكلات الفلسفية في مجالات التسامح وحقوق الإنسان والحريات العامة. وقدمت في كتابها تحليلات متعددة للمشكلات الجزئية المختلفة، في محاولات لتفسيرها من خلال نظريات فلسفية معينة، مع بيان مدى فاعلية هذه النظريات.
وأكدت جرار أن البحث في هذا المجال أظهر أن تطور المفهوم النظري لحقوق الإنسان، والمتمثل في الاتفاقيات الدولية التي تسعى لتعريف هذه الحقوق، لم يصاحبه تطور فعلي في الممارسة الجمعية لهذه الحقوق. لذا، من الضروري أن تتضح الأبعاد الثقافية والسياسية لحقوق الإنسان عند تناول مفهومي الحق في الحياة والحق في العدالة بالتحليل. كما أن إنسانية الإنسان تتطلب منا مواجهة اتجاهات العنف السياسي والاجتماعي على المستويين الأخلاقي والقانوني.
أشارت جرار إلى أن كتابها، جاء في خمسة فصول، حيث يقدم الأول، مسألة "التسامح بين الحداثة وموروثات الفلسفة"، أما الفصل الثاني، فيبحث "فلسفة حقوق الإنسان"، ويتناول الفصل الثالث، "النظريات الفلسفية في الحريات العامة"، أما الفصل الرابع، فيتناول "مفهوم الأخوة الإنسانية وأبعاد المواطنة العالمية"، وتناول الفصل الخامس "التربية الإنسانية في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب".
وبينت جرار أنها تناولت في هذا الكتاب مستفيضًا فلسفيًا وتربويًا للإشكاليات الأساسية في النظريات الفلسفية المتعلقة بالتسامح والحقوق والحريات العامة، من حيث تفاوت اهتمام هذه النظريات بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية، مع التركيز على المبادئ والحريات العامة وقيم التسامح. ويلاحظ أن هذه النظريات التي تم تناولها قد عكست مراحل النمو الإنساني. ولعل النظرة المعاصرة للتسامح تستفيد من هذه النظريات للوصول إلى بناء تربوي متكامل يشمل منظومة التسامح، إن صح التعبير. فلا شك أن تاريخ الإنسان قد سجل تطورا للوعي بالحرية والمحبة والتسامح.
وخلصت جرار إلى أن مسألة مواجهة العنف والإرهاب تأخذ مكانها في الفكر المعاصر، ولعل المشكلة الأساسية تكمن في استخدام الإرهاب كوسيلة للقمع الفكري. ولقد تبين لنا من خلال البحث في إشكالية التسامح وحقوق الإنسان في الفلسفة المعاصرة أن ما مرت به النزعة الإنسانية يشكل فعلا أزمة حقيقية، تظهر انعكاساتها في مجالات أخرى، مثل السياسة والتربية. ولعل هذا الواقع يعبر عن الحاجة الماسة لقيم المحبة والتسامح لمواجهة الوضعية التي يعيشها الإنسان في يومنا هذا. 
وتابعت، لقد أصبح واجبا أخلاقيا على الإنسان مواجهة خطابات الكراهية والتطرف والإرهاب، من خلال تمثل أخلاق الرحمة والوداعة والمحبة والأخوة الإنسانية. وتبقى إشكالية البقاء في العالم اليوم، الذي يموج بالأضداد، ليصبح الملاذ في القيم الإنسانية العليا، مثل المحبة والتسامح بلا حدود، وتظل المعضلات الأخلاقية قائمة وخاضعة للبحث الفلسفي والتربوي.
وفي نهاية حفل الإشهار، قامت المؤلفة بتوقيع نسخ من كتابها للحضور.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق