"الاستثمار" بتشويه صورة الأردن!

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الهجوم على الأردن ليس وليد هذه الفترة الحالية، بل هو "ظاهرة" تمتد منذ عقود، منذ فترة "ازدهار" الانقلابات العربية في القرن الماضي، وصعود أنظمة باعت الوهم للشعوب، وحاولت أن تبني أمجادا كرتونية على خطاب عاطفي أنتج كارثة تلو الأخرى، وكثير منها ما نزال ندفع ثمنه حتى اليوم.اضافة اعلان
جهات عديدة استهدفت الأردن؛ نظاما وشعبا وأرضا، وخصصت مواردها وإعلامها في سبيل رسم صورة مغايرة للأردن الحقيقي، وبما يتوافق مع مخططاتها الرامية إلى إثارة الفتن والقلاقل وصولا إلى الفوضى والانهيار، بهدف أن ينظم الأردن، كما غيره من البلدان، إلى "البركات" التي تمنحها تلك الأنظمة، ويختبر الأردنيون "الرفاه" الذي تبشرهم به.
أخطر ما في مخططات تلك الجهات هو نجاحها في استمالة وتوظيف ضعاف نفوس من بيننا، تآمروا على وطنهم واستقراره، وكانوا أدوات رخيصة في يد من لا يريد خيرا بنا، بعد أن اندرجوا في تلك المخططات، إما من باب الطمع، أو بانسياق أعمى وراء خطاب لم يتوجه إلى عقولهم ولو لحظة، بل ظل دائما يدور في فلك العواطف والتمنيات، ومرتديا "التمائم" و"الدروشة" بدلا من الأسباب الحقيقية، والوسائل الواقعية لتحقيقه. أولئك الأشخاص تقمصوا دور العدو، واستطاعوا أن يسببوا الأذى والألم للوطن.
اليوم بتعاظم الهجوم على الأردن، وتستخدم فيه موارد وإمكانيات ضخمة، وبدعاوى لا تخرج عن التصورات الهزيلة السابقة، والتي تحاول هي الأخرى أن ترسم صورة مغالطة للواقع، خدمة لأجندات جهات لا يمكن اعتبارها في قائمة الأصدقاء.
ورغم أن الأردن أعلن موقفه الواضح الذي لا يترك أي مجال للاجتهادات من مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وعلى لسان رأس هرم الدولة جلالة الملك، وعلى لسان رئيس الحكومة، ووزير الخارجية، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، والأحزاب ومنظمات المجتمعات المدني، ومحلات بيع السيراميك وصالونات الحلاقة والبقالات، وكل فرد في هذا الشعب الصابر، إلا أن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة إلى تلك الجهات لكي تتخلص من حقدها الأسود، ومن مؤامراتها الممتدة، فعمدت إلى هواياتها القديمة، وبدأت بناء منظوماتها المسمومة في الهجوم على الأردن بكل مكوناته، بدلا من أن تنخرط في تفكير جدي حول السيناريوهات التي يمكن فيها إنقاذ المنطقة من السقوط في العنف والدمار!
ومنذ لقاء الملك بالرئيس الأميركي خلال الأسبوع الماضي، تصاعد هذا الهجوم بشكل هستيري، وتم فيه استخدام جميع أنواع الخطابات والسموم ولوثات العقل، والإساءات التي وجهت إلينا كبلد، رغم أننا كنا على الدوام رأس الحربة في إفشال مخططات التصفية، وعلى رأسها "صفقة القرن"، والذي تحرك الأردن وحيدا في التصدي لها وصولا إلى إفشالها.
اليوم، وبعد كل اللاءات الملكية، وبعد التصريحات الأردنية الرسمية والشعبية المتوالية، وبعد أن اعتذرت وكالات أنباء عالمية عن نقل ما أسمته "تصريح مضلل" على لسان الملك، اشتمل على كلام ليس في سياقه الحقيقي، وترجمة غير محترفة.. فما الذي يمكن أن نفعله أكثر من هذا لكي نرضي أولئك الذي ينامون وراء "الشاشات" وهو يسنون سكاكينهم منتظرين أي لحظة لكي يطعنونا بها؟! 
لقد مثل الأردن، على الدوام، الوجه الحقيقي للتسامح والغفران ومنطلقا لرأب الصدع العربي، وهو لن تضره "حروب السوشال ميديا" ولا "الحسابات المشبوهة"، ولا الذين يقفون وراءها. لكنه يضع يده على قلبه حزنا، حين يكتشف أن بيننا من يندرجون في هذه الحرب الظالمة تجاه الوطن وتاريخه. ونسأل: كيف استطاعت تلك الجهات استمالة فئة من بني جلدتنا لكي يكونوا رأس حربة ضد استقرارنا وأمننا؟ كيف استطاعوا "توظيفنا" في هذه الحملة غير الشريفة؟!
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق