مملكة البحرين منارة للوحدة والتعايش

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توفيق السباعي


تواصل مملكة البحرين، في ظلّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، في تعزيز مساعيها المباركة لبناء جسور التواصل والحوار بين أبناء الأمّة الإسلاميّة، إذ استضافت اليومين الماضيين مؤتمر الحوار الإسلاميّ-الإسلاميّ تحت شعار «أمّة واحدة ومصير مشترك». يأتي هذا الحدث برعاية سامية من جلالة الملك المعظم، أيّده اللّه، وبالتنظيم المشترك للأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة، ومجلس حكماء المسلمين، كخطوة رائدة لتجسيد رسالة التعايش والتآلف الّتي طالما ميّزت البحرين عبر التاريخ؛ ما يؤكّد التزامها الثابت بمبادئ التسامح والوحدة.

في ظلّ العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، تبرز المملكة إرثها الحضاريّ العريق في تعزيز مفاهيم التعايش والقبول والإخاء، إذ اعتبرت من أوائل الأراضي الّتي استجابت لنداء الإسلام، ممّا رسّخ في تاريخها قيم الحقّ والهدى. واليوم، تجسّد هذه القيم من خلال سلسلة من المبادرات المتواصلة الّتي تهدف إلى جمع أطياف الأمّة الإسلاميّة وتوحيد رؤاها لمواجهة التحدّيات المعاصرة.

شهد المؤتمر حضور أكثر من 400 شخصيّة بارزة من العلماء والمفكّرين وقادة الرأي، جاؤوا من مختلف بقاع العالم الإسلاميّ ليتبادلوا الآراء حول سبل ترسيخ الحوار البناء، وتعزيز الوحدة، ومواجهة المحاولات الاستغلاليّة للتباعد الدينيّ والمذهبيّ. وقد تناول المشاركون في جلساته موضوعات عدّة، منها ضرورة تجاوز الخلافات التاريخيّة والتركيز على النقاط المشتركة كالكتّاب المقدّس والقبلة وأركان الدين، ما يؤكّد أنّ الوحدة الإسلاميّة هي السبيل الأمثل لمواجهة التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الراهنة.

ولم تقتصر جهود البحرين على هذا المؤتمر فحسب، بل تعكس سلسلة من المبادرات الّتي أشعلت روح التعايش في المجتمع، منها «ملتقى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل التعايش» الّذي تزامن مع الزيارة التاريخيّة لقداسة البابا فرنسيس، إضافة إلى تجارب سابقة مثل الحوار الإسلاميّ-المسيحيّ عام 2002 ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلاميّة عام 2003. كما أسهمت مبادرات مثل «إعلان مملكة البحرين» للحوار بين الأديان والتعايش السلميّ، وإنشاء «مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلميّ»، في ترسيخ صورة البحرين كمنبر عالميّ للحوار والاعتدال.في كلمته السامية، شدّد حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه اللّه ورعاه، على أهمّيّة الوحدة الإسلاميّة

كركيزة أساسيّة لمواجهة التحدّيات، وتجاوز الخلافات الّتي فرّقت الصفوف، كما أكّد جلالته على أهمّيّة «إشاعة الفكر المعتدل، ووقف الاستغلال الدينيّ والمذهبيّ المهدّد لاستقرار المجتمعات وسيادة الأوطان، الّذي يتطلّب، بدوره، استحداث آليّات متجدّدة وجادّة لتوسيع دائرة التفاهم والتقارب لتشمل كافّة مكوّنات مجتمعاتنا الإسلاميّة، وبقيادة حكيمة للرموز والمرجعيّات الدينيّة من كلّ المدارس والمذاهب الفكريّة».

من جانبهم، أكّد المشاركون، وفي مقدّمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أنّ المؤتمر يمثّل خطوة مهمّة نحو تجديد الفكر الإسلاميّ وإرساء أسس الحوارات البنّاءة، الّتي تعيد للمسلمين وحدة صفّهم، وتتيح لهم التعبير عن جوهر الإسلام بصورة معتدلة تواكب تحدّيات العصر. وأوضحوا أن تبادل الآراء بين علماء الأمّة يعزّز من قدراتهم على مواجهة الأزمات المتلاحقة والوقوف في وجه التطرّف وخطاب الكراهية.

يمثّل مؤتمر «الحوار الإسلاميّ-الإسلاميّ» منصّة عالميّة رائدة تعكس حرص مملكة البحرين على تقديم نموذج يحتذى به في تعزيز الأمن والسلّم والتعايش بين الشعوب، من خلال استثمار إرثها الحضاريّ ومواقفها الثابتة في دعم مبادرات التقارب بين الأديان والثقافات. وإنّ هذه الجهود والمبادرات هي جزء من رؤية استراتيجيّة طويلة المدى تسعى إلى بناء مستقبل يعمّ فيه السلام، وتزدهر فيه قيم الأخوّة والوحدة.

بفضل هذا النهج المتوازن والقيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، تؤكّد مملكة البحرين للعالم أنّ الحوار والتفاهم هما الأساس في مواجهة التحدّيات وبناء مجتمع قائم على العدل والاحترام المتبادل، مؤمنة بأنّ «الوحدة الإسلاميّة هي درع الأمّة ضدّ كلّ مفارقة وتحدٍّ».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق