دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "أشعر بالتعب الشديد".. ربما أنت من تلفّظ بهذه العبارة، أو سمعت شخصًا آخر يقولها في معرض حديثه.. لكن في الواقع، تعدّدت الأسباب التي تشعرك بالاستنزاف، مثل الاضطراب العاطفي الموسمي، أو المعاناة في إدارة الضغوطات اليومية، أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
وقبل طلب المشورة المتخصصة، تنصح الدكتورة جينيفر موندت، عالمة نفسية متخصّصة في النوم بمركز النوم والاستيقاظ في جامعة يوتا، وأستاذة مساعدة بقسم طب الأسرة والطب الوقائي في الجامعة، بمعرفة إذا ما كانت الأعراض تتوافق أكثر مع النعاس أو التعب .
ولفتت موندت إلى أنه في حال كان النعاس السبب، يعني أنك قد تغفو بسرعة إذا أتيحت لك فرصة لأخذ قيلولة أثناء النهار، فإن هذا الأمر قد يسبب التعب لأن نقص الطاقة الناجم عن عدم كفاية النوم أو عوامل صحية أخرى، يصعّب إمكانية إكمال المهام، أو قضاء اليوم من دون الشعور بالاستنزاف.
الحصول على الرعاية الطبية
أفضل مؤشر على أن الوقت قد حان لطلب المساعدة الطبية للتعب المستمر، يتمثّل بملاحظة تغيّر ملحوظ في مستويات الطاقة. وبحسب الدكتورة تينا آن طومسون، طبيبة رعاية أولية في شركة إيموري للرعاية الصحية، وأستاذة مساعدة في قسم طب الأسرة والطب الوقائي بكلية الطب في جامعة إيموري بأتلانتا، فهي ترى أن هذا الأمر صحيح تحديدًا إذا كان التعب يؤثّر على:
قدرتك على إكمال الأنشطة اليومية، أو الاعتناء بنفسك أو بعائلتك، أو الذهاب إلى العمل، أو ممارسة الرياضة لأكثر من أسبوعين.ولفتت إلى أنّه عندما يبلّغ المرضى عن التعب المزمن، عادة ما يطرح الأطباء سلسلة من الأسئلة للحصول على صورة أوضح عن السبب الأساسي، وتحديد أفضل مسار للعمل.
سيرغب الأطباء بمعرفة متى بدأ التعب وما إذا كانت أي أحداث حياتية كبرى، مثل وظيفة جديدة، أو فقدان أحد أفراد الأسرة، أو سواها من الضغوطات، قد تسبّبت بحدوثه.
كما سيقيّم الأطباء أيضًا عاداتك الغذائية، واللياقة البدنية، للتأكد من أنك تستهلك ما يكفي من البروتين، والحديد، والمواد المغذية الأساسية الأخرى. ويمكن أن تلعب أيّ تغييرات كبيرة على روتين تمرينك، لا سيّما زيادة الشدة أو تغيرات التوقيت، دورًا بذلك.
رغم ذلك، أشارت طومسون إلى أنّ بعض الحركة يوميًا، ضرورية لتجنب التعب.
وتابعت أنه يجب أيضًا أن تُسأل عن أي تغيّرات في المزاج، أو عادات النوم، أو مخاوف تتعلق بالصحة العقلية. وسيرغب مقدم الخدمة بمراجعة قائمة الأدوية التي تتناولها حاليًا، أو التي استخدمتها في الفترة الأخيرة، نظرًا لأن بعض الوصفات الطبية قد تساهم بالإرهاق.
ومن خلال تضييق نطاق الأسباب المحتملة، يمكن للأطباء إعداد خوارزمية اختبار محددة بدلاً من إجراء مجموعة واسعة من الاختبارات، لكن وفق طومسون، يبحث الأطباء عن العديد من الأسباب الرئيسية.
الظروف الصحية الأساسية
يعتبر فقر الدم أحد الأسباب الشائعة للإرهاق، وهي حالة يتم تحديدها بسبب انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء الناجمة عن النزيف، أو عدم كفاية تناول الحديد، أو عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد بشكل صحيح. يساعد واختبار الدم الروتيني على تحديد ما إذا كان فقر الدم عاملاً مساهماً. لا تعتبر أمراض القلب السبب الأكثر شيوعًا للتعب المزمن، إلا أن طومسون تؤكد على أهمية فحص المرض، لا سيما أنه السبب الرئيسي لوفاة النساء بالولايات المتحدة. يتسبب الحيض أيضًا بالتعب، إذ تتقلب هرمونات النساء طوال دورتهنّ الشهرية، لكن يمكن أن يصبح التعب أكثر وضوحًا خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث. توصي طومسون بزيارة اختصاصي لمعالجة المخاوف الهرمونية في هذه المرحلة من حياتك. تستنزف المعاناة من الإصابة بفيروس أو عدوى لفترات طويلة من طاقة جسمك لفترة أطول من المتوقع عادة.إذا تم استبعاد هذه الحالات الشائعة وأي حالات أخرى قد تثير قلق طبيبك، فقد يرغب باستكشاف متلازمة التعب المزمن أو اضطرابات الدم النادرة.
بالنسبة لأعراض التعب العام، تؤكد طومسون على أهمية إعطاء الأولوية للنوم، حتى عندما تكون الحياة مكثفة. إلى ذلك، فهي تشجع الأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن على طلب الدعم من الأطباء، أو أحبائهم، أو الشريك للحصول على المساعدة خلال هذا الوقت الصعب أو المجهد.
اضطرابات النوم
إذا استبعدت الحالات الطبية مع طبيب الرعاية الأولية الخاص بك أو اشتبهت في إصابتك باضطراب في النوم، توصي مونت بزيارة عيادة النوم لمزيد من التقييم.
تستخدم عيادات النوم دراسات النوم لتحديد اضطرابات النوم مثل:
توقف التنفس مؤقتًا، أو حركات الأطراف اللاإرادية وسواها من السلوكيات اللاواعية التي تؤثر على جودة نومك.وقال موندت إن الأسباب الثلاثة الأكثر شيوعًا للنعاس أو التعب تتمثل بالتالي:
عدم كفاية النوم، والأرق، وانقطاع التنفس أثناء النوم.أما الاضطرابات الأخرى الأقل شيوعًا غير أنها قد تساهم أيضًا بالنعاس فهي الخدار أو المشي أثناء النوم ليلًا.
حتى لو لم تكن تعاني من اضطراب النوم الذي يمكن تشخيصه، فهناك الكثير من عوامل نمط الحياة التي قد تساهم بقلة النوم، وخلق دورة من الإرهاق أثناء النهار.
ففي حين يُنصح البالغون عمومًا بالحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، تشير موندت إلى أن الاحتياجات الفردية تختلف، لذا من المهم الاستماع إلى جسدك.
وبرأيها قد تعطّل أنماط النوم غير المنتظمة الإيقاع الطبيعي لجسمك، ما يزيد من صعوبة النوم بعد عطلة نهاية الأسبوع لأن جسمك يكون أكثر راحة من المعتاد. وعليه تقترح موندت أيضًا تحسين بيئة نومك إن أمكن.
ونصحت بتجنب عوامل مثل:
النوم مع تشغيل التلفزيون، أو السماح للحيوانات الأليفة بالدخول والخروج من غرفتك، لأن هذه الاضطرابات معروفة بإزعاج جودة النوم.
التعرض لأشعة الشمس. ضوء الشمس الطبيعي أكثر سطوعًا من أي مصدر ضوء صناعي، والحصول على ما يكفي من ضوء الشمس، خصوصًا في الصباح، يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم على مدار 24 ساعة. لكن بحلول المساء، استخدم فقط الإضاءة الخافتة والمصابيح كي تدعو جسمك للاسترخاء.
0 تعليق