عقلية الوصاية

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ديسمبر 15, 2024 7:08 م

عبد الله المجالي

لا بد من الاعتراف أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي برمته قد فشل فشلا ذريعا بإيجاد حل للأزمة السورية طيلة ثلاثة عشر عاما، ولم تستطع المنظومة الدولية أن تزحزح الأسد عن مواقفه المتشددة إزاء شعبه، وظل رغم القرارات الدولية والعقوبات كابوسا على صدر الشعب السوري.

أما العرب والجامعة العربية فقد كان دورهم أقرب إلى دعم النظام منه إلى إيجاد حل للأزمة، لا بل إن بعض الأنظمة قد استغلت ما يجري في سوريا لتخويف شعوبها من أن تطالب بحريتها وكرامتها.

ومع ذلك ظلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تبحث عن حل للأزمة السورية، وظلت تسعى لإيجاد طريقة لجلوس الطرفين؛ نظام الأسد والمعارضة إلى طاولة مفاوضات، وتحصلت على قرار من مجلس الأمن يحدد ملامح الخروج من الأزمة. وبالتوازي شقت روسيا حليف الأسد القوي، مسارا آخر، مسار آستانة، وقد انخرطت فيه كل من إيران وتركيا ونظام الأسد، وكان يسعى كذلك لإيجاد صيغة مقبولة لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

بمعنى أن كل الجهود التي جرت في السابق كانت تسعى لإيجاد خريطة طريق يرضى بها الطرفان المتنازعان، أما اليوم وبعد سقوط نظام الأسد وبسط المعارضة سيطرتها على كامل الأراضي السورية، باستثناء المناطق التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن علها الأكراد، فهل يمكن الحديث عن قرارات دولية أو خطط مسار آستانة؟

الاجتماع الذي استضافته العقبة، أمس، وجمع عددا من الدول العربية، بعضها لا يخفي عداءه للربيع العربي، طالب برعاية أممية وعربية لسوريا الجديدة، مذكرا بقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي صدر عام 2015.

يمكن أن تقدم الدول المهتمة بالشأن السوري النصائح وربما المساعدة، لكن يجب أن تترك المهمة الرئيسية للشعب السوري والحكم الجديد الذي يبدي حتى اللحظة مهارة في إدارة الأمور، لكن محاولات الوصاية على الشعب السوري واعتباره قاصرا، ومحاولات ترتيب الأوضاع له، لهي وصفة للفوضى وعدم الاستقرار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق