ديسمبر 22, 2024 9:13 م
عبد الله المجالي
في كتابه (السياسي “الأمين”) يتناول أمين عمان السابق والوزير السابق ممدوح العبادي حادثة تمثال الملك حسين بن طلال الذي تم تصميمه ونصبه أمام دار رئاسة الوزراء، وكيف انتهت القصة بإزالة التمثال بأمر من الملك حسين نفسه.
العبادي ورغم أنه في البداية يقر أن الفكرة، التي أتى بها فنانون كوريون زاروا العاصمة عمان، يمكن أن تواجه بعض التحفظات السياسية والدينية والاجتماعية، إلا أن مسؤولين كبار في الدولة مثل رئيس الديوان الملكي آنذاك مروان القاسم.
وبعد أن بدأ العمل بالتمثال ورد للعبادي كتاب خطّي من مستشار الملك الحسين للشؤون الدينية في الديوان الملكي، يتضمن اعتراضًا على المشروع لاعتبارات دينية، مؤكدًا حرمة نصب التمثال.
لكن مسؤولين آخرين على رأسهم الوزيرة ليلى شرف ورئيس الوزراء آنذاك الأمير زيد بن شاكر، شجعوه على المضي قدما، فضرب العبادي بفتوى حرمة نصب التمثال عرض الحائط ومضى في مشروعه، واكتمل التمثال ولم يبق سوى إزاحة الستار عنه، في احتفالات المملكة بعيد ميلاد الملك الحسين، وفي تلك الليلة جاء الأمر الحاسم من الملك بإزالة التمثال.
العبادي يتحدث عن الصدمة والإحباط الذي أصابه، لكن قرار الملك كان هو الصائب، حتى لو افترضنا أن العملية كلها لم تكن من باب التزلف والنفاق.
لا أشكك بولاء العبادي أو شرف أو ابن شاكر أو القاسم للملك حسين وللعرش الهاشمي، ولكن طرق إظهار ذلك الولاء قد يشوبها الخطأ، وقد تؤدي إلى احتدام منافسات لإظهار الولاء!!
لو قدر أن تنجح فكرة نصب التمثال في تلك الفترة، لتسابقت المحافظات والوزارات والمؤسسات وربما الشركات وحتى الأندية والجمعيات لنصب التماثيل، وبالتأكيد لن يزيد ذلك ولاء الناس وحبهم لمليكهم، بل قد يحدث العكس.
0 تعليق