مقامك حيث أقمت نفسك

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هكذا قالها الأديب الراحل مصطفى الرافعي، الذي جمعت حروفه بين فصاحة اللغة وعمق المعنى وجزالة الوصف وسحره. من المؤكد أن هذا القول لا يستدعي الكثير من الشرح والتفصيل، لكن، لأهمية الأمر أردتُ أن أتناوله باستفاضة أكثر.

عندما تقرر أن تخوض مشوارك في الحياة سوف تصطدم – حتماً – بالكثير من المتغيرات والمواقف؛ ربما بشكل أكبر من غيرك الذي قرر أن يكون عادياً وارتضى الحياة الروتينية.

لكن! ما أصعب أن يفقد الإنسان قيمته محاولاً إثبات ذاته للآخرين، متجاهلاً الكنوز التي لديه ! متناسياً أنه هو أعلم الناس بنفسه.. فيغلب جهل الناس علمه، ومن لا يقدِّر قيمة الأشياء قد يُخطئ في التعامل معها.. أو قد يتعمد في الإساءة لها والتقليل من شأنها!

وما هو لديك عزيز وغالٍ قد لا يساوي شيئاً عند غيرك، وكما قالت العرب: "اللي ما يعرف الصقر يشويه".. فأنت عندما لا تعرف ثمن وقيمة الإنسان المتميز وصاحب المعدن الأصيل ستراه مثل غيره، وربما تبخس حقه، ولا تعطيه تلك القيمة، جهلاً وسوء في التقدير.. رغم أنه يساوي عند غيرك الكثير.

لذلك إعطاء النفس قيمتها دون غرور أو استنقاص أمر مهم، والأهم أن تزِن نفسك دائماً بميزان الحق والثوابت .. ولتنظر في المجمل أين أقامك الله وبماذا شغلك؟! وما دون ذلك لا يهم، وأولاً وأخيراً رسالتنا في الحياة تبقى واحدة مع إختلاف الطريق.

والقاعدة الأساسية للاستمرارية – كما قال الدكتور سعيد وهاس استشاري علم النفس السريريّ والعصبي – أن لا تشغل نفسك بسؤال الناس عن رأيهم فيما قدمت أو أنجزت؛ لأن الإجابة – بلا شك – ستكون مبنية على أجندة خفيّة وليست على القضية نفسها، قد لا يكون بقصد التقليل والنيل بل قد يكون قصوراً في التركيز والميل.

رسالة أخيرة

المرء يساوي القيمة التي يضعها لنفسه، فاحرص على أن تضع نفسك في المكان المناسب لها.. ولا تجبرها على المكوث في مقام لا يقيمك.. فأنت لست شيئاً زائداً عن الحاجة، ولا صفراً في خانات الآخرين.. أنت القيمة الأساسية في كل مسألة، وعلاقة، ومرحلة!

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق