Local

-OneArabia

في الإمارات العربية المتحدة، يجلب كل موسم تقاليد وعادات فريدة تعكس تأثيره المجتمعي. ويعتبر فصل الشتاء من الفصول التي لا تنسى بشكل خاص بسبب ارتباطه بالمطر. تاريخيًا، اعتمد الإماراتيون على مواقع النجوم للتنبؤ بالطقس والفصول والأوقات المثالية للأنشطة مثل الصيد والسفر. كانت هذه المعرفة التقليدية بالغة الأهمية قبل توفر أدوات الأرصاد الجوية الحديثة.

ويؤكد الباحث محمد خميس النقبي أن فصل الشتاء في الإمارات غني بالمقولات والأمثال الشعبية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تعكس التغيرات المناخية على مدى خمسة أشهر، ولا تزال بعض التقاليد الشتوية مستمرة حتى اليوم بسبب ارتباطها بالزراعة ومنسوب المياه.

ويشير النقبي إلى أن الشتاء ليس مجرد تغير موسمي، بل إنه يجسد التراث الثقافي، ويبرز كيف يتفاعل الإماراتيون مع الطبيعة، ويبرهنون على حكمتهم في التعامل مع تحديات الطقس. ويظل توقع هطول الأمطار سمة أساسية لهذا الموسم، ويحمل أهمية ثقافية كبيرة.

غالبًا ما يروي كبار السن أحداثًا حدثت في الماضي أثناء فصل الشتاء، مثل سنوات الأمطار الغزيرة أو الجفاف التي أثرت على المحاصيل. كانت أساليب التنبؤ بالطقس بدائية في الماضي، وكانت تعتمد على الملاحظات البصرية والحسية. اليوم، أصبحت التوقعات أكثر دقة بفضل التقدم التكنولوجي.

نظام "الدُر" هو طريقة فلكية قديمة استخدمها الإماراتيون لفهم أنماط الطقس والتغيرات الموسمية. ويقسم هذا النظام السنة إلى 36 قسماً تسمى "الدُر"، كل منها يستمر عشرة أيام. ويبدأ مع ظهور نجم سهيل في منتصف أغسطس.

وقد قامت بعض الهيئات بدمج نظام "دورور" في التطبيقات الرقمية الحديثة للتنبؤ بالطقس. ويضمن هذا المزيج من التقاليد والتكنولوجيا أن تظل المعرفة التاريخية ذات صلة بالعصر الرقمي الحالي.

أهمية "المربانية"

ويوضح محمد بن سعيد القايدي (80 عاماً) أن «المربعانية» هي فترة شتوية حاسمة في الإمارات، إذ تستمر 40 يوماً، وتمثل ذروة الطقس البارد، وتتداخل مع حساب «الدرور»، وكان الناس في العصور السابقة يعتمدون على هذه الطريقة في فهم أحوال الطقس دون الاستعانة بخدمات الأرصاد الجوية.

تتضمن عملية حساب "الدُر" تقسيم الأيام إلى مجموعات مثل العشرات أو الثلاثينيات. ولكل مجموعة خصائص معينة؛ على سبيل المثال، ترتبط الرياح القوية بالدر العاشر، بينما تتميز الثلاثينيات بالأمطار الغزيرة.

خلال الأربعينيات من الدر، تثبط الرياح الباردة ممارسة الأنشطة البحرية مثل الصيد أو السفر. وفي المائة من الدر، يأتي البرد مع هطول الأمطار الموسمية بالقرب من المناطق الساحلية. وتسلط هذه الأمثال التقليدية الضوء على كيفية تكيف الإماراتيين مع بيئتهم باستخدام الحكمة الموروثة.

ورغم التقدم التكنولوجي، تظل عادات الشتاء جزءًا حيويًا من الثقافة الإماراتية. فهي تخلق أجواء عائلية خاصة مع قِصَر النهار وطول الليل. وتستمر الأنشطة مثل التخييم ورواية القصص حول النار في الازدهار جنبًا إلى جنب مع التطورات الحديثة.

With inputs from WAM

Story first published: Saturday, February 22, 2025, 11:24 [GST]