
اعترف وزير حرب العدو اليوم بأن جيش كيانه نفذ عملية تطهير عرقي في الضفة الغربية المحتلة.
المدعو إسرائيل كاتس قال متفاخرا إن جيشه هجر أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.
واعترف أنهم استطاعوا إخلاء تلك المخيمات الثلاث. ليس هذا فحسب بل أقر بأن جيشه سوف يبقى في تلك المخيمات ليمنع الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم ومصالحهم.
إنه يقر بكل أركان الجريمة، وهي الجريمة الموصوفة في القانون الدولي بأنها جريمة حرب.
ما يحدث بالضفة الغربية خطير جدا، فالمجرم كاتس يرى أنه قد تخلص من تلك المخيمات، وبالتالي فلا داعي لوجود الأونروا هناك، في تصريحات تكشف أيضا هدفا آخر للعدوان المستمر على الضفة وهو القضاء على قضية اللاجئين ورمزيتها وهي المخيمات.
العدو لم يقف إلى هنا، فقد أعلن توسيع عدوانه، ودفع بالدبابات وقوات من لواء “ناحال” ووحدة “دوفدوفان” إلى شمال الضفة الغربية.
السلطة الفلسطينية تقف عاجزة تماما في رام الله، ويبدو أن خياراتها تضيق إلى أبعد الحدود وهي ترى أن استراتيجيتها الواحدة الوحيدة، وهي ما يسمى حل الدولتين عبر التفاوض، تنهار أمام عينيها وتصبح بلا قيمة.
في تقرير حديث لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، تبدو الصورة قاتمة جدا، وهو يشير بوضوح إلى أن المصالح الفلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، تتراجع يوميًا مع استمرار الكيان بلا هوادة في سياساته الاستيطانية وضم الأراضي.
قد لا نكون بحاجة إلى تقارير لمعرفة نوايا العدو، ومع ذلك فإن التقرير السالف الذكر يؤكد بالأرقام والوقائع استحالة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولكن للأسف لا زلنا ثابتين على ذات الاستراتيجية دون تزحزح!!
لكن دعونا نأمل كما يأمل معدو التقرير المطول الذي ختم بالقول: “إذا افترضنا أن مثل هذا الخيار (حرمان الفلسطينيين من أي استقلال أو سيادة مطلقة)، أصبح محدداً بشكل مسبق (من قبل الكيان)، فسوف يضطر صناع السياسات الفلسطينيين إلى إعادة تقييم مدى فعالية الدعوة إلى حل الدولتين، وسوف يضطرون إلى النظر في خيارات أخرى”.
0 تعليق