تصريحات ترامب الجديدة… تحولٌ في الموقف أم استفزاز جديد؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ترامب ترمب

السبيل – “…لا أعتزم فرض خطة التهجير على الفلسطينيين… أعتبرها توصية فقط”.
هذه التصريحات الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت ضجةً في الأوساط السياسية؛ إذ اعتُبرت تحولاً في موقفه الداعم لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وهو الموقف الذي تبناه منذ توليه الرئاسة الأمريكية كانون ثاني/يناير الماضي باعتباره الحل الوحيد لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، دون النظر لموافقة الأطراف المعنية.

وأبدى ترامب في تصريحاته لقناة “فوكس نيوز” يوم الجمعة الماضي استغرابه من عدم ترحيب الأردن ومصر بالخطة المطروحة بشأن غزة، رغم عرض واشنطن عليهما مليارات الدولارات سنويًا، بالتزامن مع تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أوضح أن “خطة ترامب لغزة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، بل إلى خلق واقع أفضل وفتح آفاق أوسع لهم”.

قراءة المحللين لتصريحات ترامب الأخيرة
أثارت التصريحات الجديدة والسابقة تساؤلات حول ما إذا كان هناك تحول في الموقف الأمريكي بشأن تهجير أهالي قطاع غزة، أم أنها استجابة لضغوط الحراك العربي، أو أنها تصريحات تهدف إلى تهدئة المواقف العربية والدولية وإقناع الأطراف المعنية بالموافقة على خطة التهجير.

ويؤكد محللون سياسيون ومراقبون في الأردن أن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل تراجعًا عن خطة التهجير.

ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور بدر الماضي: “يمر دونالد ترامب بلحظات تحوّل مهمة في موقفه تجاه تهجير أهالي قطاع غزة، والتي لم ترتقِ لتكون خطة عمل، بل مجرد تصورات ومبادئ أساسية، غير قائمة على فهم واقع المنطقة أو الاعتبار التاريخي العميق للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

ويرى الدكتور الماضي أن زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن “أعادت إنتاج الرواية الأمريكية، استنادًا إلى فهم واقع ارتباط شعوب المنطقة بالقضية الفلسطينية وخاصة الشعب الفلسطيني، وعدم قبولهم لأي خطة تمس وجودهم على أرضهم”.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي حازم عيّاد مع ما ذكره الدكتور الماضي، واصفًا تصريحات ترامب الأخيرة بأنها “تراجع من الباب الخلفي”، في ظل الموقف العربي الرافض لأي مقترحات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرًا حديثه عن التهجير مجرد توصيات لا أكثر.

ويعتقد عيّاد في أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات أقرب إلى التعامل مع التوازنات على أرض الواقع التي صاغتها المقاومة الفلسطينية والحراك العربي، خصوصًا وأن مقترحاته السابقة كانت تقوض النفوذ الأمريكي وتزيد الفوضى في المنطقة، مما يجعل خطة التهجير خيارًا غير مجدي سياسيًا نحو الاستقرار”.

ويرى عيّاد أن “الحراك العربي وجه رسائل واضحة إلى الجانب الأمريكي برفض خطة التهجير، معبّرًا عن رغبته في اتباع مسار آخر يدفع نحو خفض التصعيد وتوفير مساحة أوسع للحراك السياسي والدبلوماسي ضمن رؤية تشاورية لإعادة الإعمار وإغاثة قطاع غزة، مع استبعاد مطلق لفكرة التهجير”.

وأعرب عيّاد عن اعتقاده بأن “الدول العربية رسمت حدودًا واضحة باتت الإدارة الأمريكية مطالبة بالتعامل معها”، مشيرًا إلى أن أي مقترح أو خطة عمل لقطاع غزة يجب أن تراعي رفض التهجير، وإعادة الإعمار، والضرورة المُلِحّة للتوصل إلى حل سياسي يؤدي عمليًا إلى إقامة دولة فلسطينية.

تصريحات المسؤولين حول الخطة البديلة
من جهته، أشار نائب رئيس الوزراء الأردني السابق جواد العناني إلى أن دونالد ترامب طالب منذ بداية حديثه عن التهجير بخطة بديلة في حال عدم الموافقة على خطته، وهي الخطة التي يعرضها الحراك العربي في الوقت الراهن.

وأوضح العناني أن “الإدارة الأمريكية ضغطت على الأردن أكثر مما ينبغي، مما دفعها مؤخرًا إلى توجيه رسالة للشعب الأردني وإعادة النظر في المساعدات الأمريكية”، إلى جانب تصريحات ترامب التي اعتبر فيها خطة التهجير مجرد توصية ومقترح.

ماهي الخطة البديلة لتهجير أهالي غزة؟
يُوضّح الدكتور الماضي أن الخطة البديلة لا تزال تتبلور بين الأطراف الرئيسية الثلاثة – الأردن ومصر والسعودية –، حيث تطورت من مبادئ وأفكار عامة طرحها المصريون إلى حراك تبناه الأردن والسعودية وتم تطويره لقبول الفلسطينيين والأمريكيين.

ويشدد الدكتور الماضي على أن “الخطة المصرية الأردنية السعودية تتمثل في إعادة بناء المستشفيات والمدارس والبنوك وخطوط الصرف الصحي، يليها إزالة الأنقاض، وذلك خلال ستة أشهر، يعقبها مشروع لإعادة الإعمار يمتد من ثلاث إلى خمس سنوات يهدف إلى تشكيل إدارة فلسطينية ليست من السلطة أو حماس”.

ويرى الدكتور الماضي أن تنفيذ هذه الخطة “يتطلب من حركتي فتح وحماس التضحية بإنجازاتهما التاريخية من أجل الشعب الفلسطيني ومن أجل مسار القضية، نظرًا لكونهما الطرفين الرئيسيين لقبول هذه الخطة أو رفضها”. قدس برس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق