في تطور صادم لقضية الاحتيال الرقمي عبر منصة FBC، توفيت والدة أحد الضحايا بعد تعرضها لصدمة عصبية أدخلتها المستشفى، وذلك إثر خسارة ابنها مبالغ مالية ضخمة في عملية النصب العالمية التي استهدفت آلاف المصريين.

وأكد أحد الضحايا عبر صفحته على "فيسبوك" أن صديقه فقد أمواله بالكامل بعد أن وقع ضحية لهذه المنصة الوهمية، الأمر الذي تسبب في صدمة قوية لوالدته، أدت إلى تدهور حالتها الصحية ووفاتها بعد ساعات قليلة.

أكبر عملية احتيال رقمي

تُعد FBC واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الرقمي في السنوات الأخيرة، حيث وقع أكثر من مليون شخص حول العالم، بينهم آلاف المصريين، ضحية لهذه المنصة التي استولت على أكثر من 6 مليارات دولار قبل أن تختفي فجأة، تاركة خسائر فادحة للمستخدمين.

كيف بدأت المنصة؟

انطلقت منصة FBC في فبراير 2025 عبر متجري جوجل وآبل، ما منحها واجهة رسمية جذبت آلاف المستخدمين. قدمت المنصة نفسها كفرصة استثمارية مربحة تعتمد على تنفيذ مهام يومية بسيطة مقابل عوائد مالية مرتفعة، الأمر الذي أغرى الكثيرين بالاشتراك فيها.

كان الاشتراك يتم عبر باقات استثمارية مدفوعة، من بينها باقة خاصة بالمستخدمين المصريين بقيمة 11,200 جنيه، مع وعود بعائد يومي يبلغ 490 جنيهاً، بالإضافة إلى مكافأة 5,000 جنيه عند إتمام 35 مهمة يومية.

استراتيجية خداع متقنة

لزيادة قاعدة مستخدميها، اعتمدت المنصة على حملات تسويقية مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وروّج لها عدد من المؤثرين والمشاهير، مما منحها مصداقية زائفة دفعت المزيد من الأشخاص للاستثمار فيها. كما شجعت على نظام الإحالات، حيث حصل المستخدمون على مكافآت مالية عند دعوة آخرين للانضمام، مما ساهم في انتشارها السريع.

اختفاء مفاجئ وخسائر فادحة

فجأة، اختفت المنصة دون سابق إنذار، تاركة المستخدمين في صدمة، بعدما أدركوا أنهم تعرضوا لعملية احتيال ممنهجة. ومع تصاعد شكاوى الضحايا، ظهرت دعوات للتحرك القانوني ضد القائمين على المنصة، وسط مطالبات للحكومة المصرية باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المواطنين من مثل هذه العمليات الاحتيالية.

صدمة ومآسٍ إنسانية

إلى جانب الخسائر المالية، تسببت عملية النصب في مشاكل نفسية واجتماعية كبيرة للضحايا، حيث عبر الكثيرون عن إصابتهم بالاكتئاب والضيق بعد فقدان مدخراتهم. لكن القصة الأكثر مأساوية كانت وفاة والدة أحد الضحايا بسبب الحزن والصدمة، ما يعكس حجم الكارثة التي خلفتها المنصة الوهمية.