الانطلاق نحو الفضاء والفرص الاستثمارية الجديدة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يمثل إطلاق الصاروخ العلمي التجريبي «الدقم-1» في ديسمبر الماضي مرتكزا أساسيا لتأسيس صناعة الفضاء في سلطنة عُمان وتمكين هذا القطاع من أن يكون رافدا اقتصاديا جديدا؛ نظرا للعديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع الذي يعتبر أحد القطاعات المهمة لاستقطاب الاستثمارات وتوطين العديد من مشروعات الشراكة العُمانية - الأجنبية.

وانطلاقا من هذه الأهمية يمكننا الإشارة إلى ما شهده المؤتمر السنوي الأول الذي نظمه ميناء «إطلاق» الفضائي خلال الأيام الماضية والذي كشف فيه النقاب عن خططه لإجراء خمس تجارب إطلاق صواريخ فضائية خلال العام الجاري بالتعاون مع شركاء دوليين في عمليات الإطلاق، وقد سلط هذا المؤتمر الضوء مرة أخرى على أهمية قطاع الفضاء في سلطنة عُمان والفرص الاستثمارية المتاحة فيه وإمكانيات نجاحه، خاصة أن ميناء «إطلاق» يتمتع بموقع استراتيجي بولاية الدقم مستفيدا من قربه من خط الاستواء وهذا الموقع - بحسب تصريحات الميناء نفسه - «يوفر كفاءة أعلى في عمليات الإطلاق وإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المدارات الفضائية»، كما يكتسب ميناء «إطلاق» الفضائي أهميته أيضا من كونه أول ميناء فضائي تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يجعله محط اهتمام من قبل الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال الحيوي؛ في ظل ارتفاع الطلب العالمي على خدمات قطاع الفضاء وإجراء البحوث والتجارب العلمية.

ولعله من الأهمية الإشارة إلى أن المركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي أعلن في يناير من عام 2023 عن البرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء (2023-2033) والذي يتضمن العديد من المشاريع التي من شأنها ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كإحدى الدول الرئيسية المستثمرة في القطاع، ومع هذا الاهتمام، فإننا نتوقع نجاحا جيدا لقطاع الفضاء في توفير فرص استثمارية عديدة لا تقتصر فقط على عمليات إطلاق الصواريخ الفضائية وإنما تشمل أيضا التدريب وبناء الكوادر والرحلات السياحية إلى موقع ميناء «إطلاق» الفضائي وإنشاء العديد من الصناعات المرتبطة بالقطاع والاهتمام بتنميته خاصة أن ميناء «إطلاق» الفضائي يقع بالقرب من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تضم بنية صناعية ولوجستية داعمة لنمو هذا القطاع سواء من خلال المناطق المخصصة للاستثمار صناعيا أو لوجستيا أو من خلال الاستفادة من التسهيلات المتوفرة بميناء الدقم ومطار الدقم.

إن الاهتمام العالمي بقطاع الفضاء أدى إلى نشوء ما يسمى بـ«اقتصاد الفضاء» الذي أتاح مجالات عديدة لنمو الاستثمار في القطاع، وتشير التقارير إلى أن حجم الاستثمار في القطاع بلغ في عام 2022 حوالي 546 مليار دولار بحسب تقرير صادر عن مؤسسة سبيس فاونديشن وهي مؤسسة غير ربحية معنية بقطاع الفضاء، وتوقعت المؤسسة أن يرتفع الاستثمار في القطاع إلى 800 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة في حين توقعت مؤسسات دولية عالمية أن يتخطى اقتصاد الفضاء حاجز تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030.

ومع الانتعاش العالمي المتوقع في اقتصاد الفضاء فإننا نتوقع مستقبلا جيدا للقطاع في سلطنة عُمان، غير أنه من الأهمية التركيز على التوسع في إنشاء الصناعات المرتبطة بالقطاع والترويج لها، وهذا من شأنه تعظيم المكاسب المتوقعة منه وبما يؤدي إلى ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسي في صناعة الفضاء العالمية، وهو أمر نتطلع إلى تحقيقه خلال المستقبل القريب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق