إحنا غير..

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مهما بلغ التكافل الاجتماعي والتعاون والتوادّ بين المجتمعات في الدول، نبقى نحن كبحرينيين مختلفين ومتفوقين عن الآخرين، ليس هذا ادعاء بالكمال أو بالأفضلية أو أنه ضرب من ضروب الغرور أو العزة بالنفس، وليس أيضاً نقصاً بالآخرين أو بقية الشعوب، أبداً، لكنه مبدأ جبلنا عليه وورثه الأجداد والآباء والأجيال السابقة إلى جيلنا الحالي، والشواهد والدلالات على ذلك كثيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فدُور الرعاية الخاصة بكبار السن منتشرة في محافظتنا الأربع بشكل كبير وملحوظ، والاهتمام الذي تلقاه تلك الفئة يعتبر مميزاً وفريداً من نوعه، ناهيك عن تنوع العاملين في تلك الدُور ومراكز الرعاية ما بين المتطوعين والمنتسبين، وانتشارها لا يدلّ على إهمال أسري، بل على دراية ووعي بأهمية تلك الدُور ودورها في الإيجابي والنفسي على كبار السن، خاصة وأن معظمها دُورٌ نهارية تشهد تجمّعات وتلاقياً بين الآباء بعضهم ببعض.أضف إلى ما سبق جمعيات النفع العام المتنوعة بين متلازمة داون وأولياء أمور المعاقين الذين نعتبرهم جزءاً لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع ومصدر قوته وبنائه، والشواهد على ذلك كثيرة، فمنهم من يمثّل الوطن على الصعيد الخارجي في مختلف المجالات الرياضية والعلمية والثقافية وحتى الاجتماعية، بل زد على ذلك ثقة القيادة الحكيمة بتوظيفهم وتعيينهم في العديد من المناصب القيادية.ولن نغفل دور الطلبة والباحثين عن عمل عبر دورهم وخدمتهم في المجال الاجتماعي عبر الأعمال التطوعية التي يطلعون بها، وشهدنا حملات متنوعة من ترميم المنازل داخل الأحياء السكنية القديمة، وتنظيف الشواطئ والجزر، والمساهمة في الفعاليات الوطنية عبر عدة مستويات تتراوح ما بين التنظيم والإعداد والتنسيق.ونحن مقبلون على شهر الخير والعطاء، شهر رمضان المبارك، نستذكر مكانة الأعمال الإنسانية والاجتماعية عبر حملات توزيع وجبات الإفطار سواء على المقيمين من العمالة الأجنبية أو على التقاطعات المرورية، ناهيك عن دور حملات التكافل الاجتماعي في أنواع عدة خلال هذا الشهر الفضيل، يساهم من خلالها الميسورون ورجال الأعمال بل وحتى الجميل في مشهد يسطّر أروع صور التلاحم والتكافل والشراكة بين فئات المجتمع بعضهم ببعض، وبين المجتمع والمقيمين فيه من جنسيات مختلفة.إحنا غير، جملة يحق لنا أن نفخر من خلالها بأبناء الوطن وعطائهم، جملة نُبروزُها ببرواز من ذهب وورود نقدّمها كباقات لرواد العمل الوطني في مجالات الخير والعطاء والتطوع.باختصار إحنا غير مو بس في شهر الخير، إحنا غير كوننا بحرينيي الهوى والعشق، إحنا غير لأننا نعيش كأسرة واحدة في وطن واحد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق