فرصة لاتخاذ قرار عربي تاريخي

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المجالي

تبدو الفرصة اليوم سانحة للنظام العربي لاتخاذ موقف تاريخي سيسجل له.

تنعقد غدا القمة العربية على مقربة من قطاع غزة الذي قرر الإرهابي نتنياهو تجويعه للضغط على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس كما يعلن؛ لكن هدفه الحقيقي يتمثل بمحاولة تنفيذ مقترح ترامب بتهجير أهالي القطاع إلى مصر والأردن.

قرار الإرهابي نتنياهو يأتي كخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم قبل 43 يوما بوساطة وضمانة مصرية قطرية أمريكية.

الدول العربية أدانت القرار بشدة، وبالفعل اعتبرته خرقا فاضحا للاتفاق، وهنا تقف الدوحة والقاهرة في الواجهة كونهما الوسيطان اللذان أشرفا على التوصل للاتفاق.

إن إدخال المساعدات لقطاع غزة خصوصا في شهر رمضان المبارك سيكون اختبارا للأنظمة العربية؛ إما أن تنجح به وتسجل موقفا تاريخيا، وإما أن تفشل وتسقط في عيون الشعوب العربية، كما أن التاريخ لن يرحمها.

أتمنى لو ينقل مكان انعقاد القمة العربية الطارئة غدا من القاهرة إلى السويس أو حتى العريش حتى يتسنى للزعماء العرب سماع بكاء الأطفال والنساء المجوعين بقرار من الكيان الإرهابي من الجوع، ويروا الأغبرة المتصاعدة جراء الهدم والدمار الهائل الذي تعرض له القطاع.

ومع ذلك فإن أقل من قرار جريء يعلن كسر الحصار عن قطاع غزة وبدء إدخال المساعدات عن طريق معبر رفح دون أي حاجة للتنسيق مع الكيان المجرم، سيكون بمثابة وصمة عار في جبين النظام العربي، وبمثابة نفض الشعوب العربية يديها من هذا النظام.

لا أعتقد أن آلية قرار كهذا صعبة، فالحدود بين مصر وقطاع غزة حدود عربية خالصة، والمفروض أن لا سيادة عليها سوى لمصر والسلطة الفلسطينية (الكيان المعترف به عربيا ودوليا)، ويمكن أن تكون معبرا للمساعدات بقرار مصري مدعوم بقرار عربي وإسلامي، مع التنسيق مع الأمم المتحدة، وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح.

كل الظروف مهيأة لاتخاذ قرار مثل هذا، فالحصار المفروض على القطاع غير قانوني وغير شرعي، وقرار الإرهابي نتنياهو يخالف قرارات محكمة العدل الدولية، وهو بلسان الدول العربية خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ضمنته دولتان عربيتان، كما أن القرار يأتي حماية للأمن القومي المصري والأردني والسعودي المهددة بتهجير أهالي قطاع غزة إليها، وبالتالي حماية للأمن القومي العربي برمته.

يمكن أن يلقى قرار كهذا، في ظل التعنت الصهيوني، تأييدا وقبولا دوليا خصوصا من دول منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وعدد من دول أمريكا اللاتينية على رأسها البرازيل، وحتى يمكن أن يلقى تأييدا من دول أوروبية مثل إسبانيا وإيرلندا وربما فرنسا.

كما سيلقى القرار بالتأكيد قبولا من منظمة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية في العالم.

أعتقد أن الظرف موات جدا لاتخاذ قرار جريء بكسر الحصار عن قطاع غزة، وأرجو أن لا تحول حسابات داخلية، خصوصا فيما يتعلق بمواقف بعض الدول من حركة حماس ومن فكرة المقاومة ذاتها، دون ذلك، خصوصا أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة فيما يتعلق بإدارة القطاع، دون أن يمس ذلك سلاح المقاومة.

إن تأخر العرب باتخاذ قرار كسر الحصار سيؤدي حتما إلى إنجاح مخططات نتنياهو الشريرة ضد الشعب الفلسطيني، وسيظهرهم أمام شعوبهم بمظهر المساير لتلك المخططات!!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق