
قالت القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان يوم الاثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالمرحلة الأولى، والموقع منذ 17 يناير المنصرم، 962 مرة.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة حمدان في مؤتمر صحفي، أن الاحتلال ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، يسعى بعد انتهاء المرحلة الأولى للعودة للعدوان والجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف “يسعى الاحتلال اليوم للاختباء وراء الموقف الأمريكي، وهو الذي لم تتوقف خروقاته لوقف إطلاق النار منذ اللحظة الأولى”.
وشدد على أن سلوك الاحتلال وخروقاته للاتفاق خلال المرحلة الأولى، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن حكومة الاحتلال كانت معنية بانهيار الاتفاق، وعملت جاهدة لتحقيق ذلك.
وأضاف “وفي هذا السياق تأتي قرارات نتنياهو الأخيرة باعتماد المقترحات الأمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق ترتيبات مخالفة للاتفاق، والتي نعتبرها محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية”.
وأشار حمدان إلى أن أهم خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار خلال المرحلة الأولى، كانت كما يلي: أولاً، الخروقات المتعلقة بالإغاثة والإيواء والبروتوكول الإنساني: وشملت عدم السماح بإدخال 50 شاحنة وقود يوميًا وفقًا للاتفاق، حيث دخل خلال 42 يومًا فقط 978 شاحنة، بمعدل 23 شاحنة يوميًا.
وبين أن الاحتلال منع القطاع التجاري من استيراد الوقود بأنواعه، رغم وجود نص صريح في الاتفاق يسمح بذلك.
وذكر أن الاختلال سمح بإدخال 15 بيتًا متنقلًا فقط (كرفانات) من أصل 60,000 متفق عليها، إضافة لعدد محدود من الخيام.
ولفت لعدم إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام واستخراج الجثث، حيث دخل فقط 9 آليات، في حين أن القطاع بحاجة إلى 500 آلية على الأقل.
وأشار لمنع إدخال مواد البناء والتشطيب لإعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات، ومنع إدخال المعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات، وإدخال 5 سيارات إسعاف فقط.
وأفاد حمدان برفض السماح إدخال معدات الدفاع المدني، ومنع تشغيل محطة الكهرباء وعدم إدخال مستلزمات إعادة تأهيلها، ومنع إدخال السيولة النقدية للبنوك، ورفض تغيير العملات الورقية البالية.
كما قال: إن الخروقات الميدانية للاتفاق شملت، استمرار آليات الاحتلال في التقدم والتوغل على خطوط الانسحاب بشكل شبه يومي، وخصوصًا في محور فيلادلفيا، متجاوزة المسافات المتفق عليها بمقدار يتراوح بين 300 إلى 500 متر، وما صاحب ذلك من إطلاق نار، وقتل مدنيين، وهدم منازل، وتجريف أراضٍ.
ونوه لتأخير الانسحاب من شارعي الرشيد وصلاح الدين ومنع عودة النازحين لمدة يومين كاملين، في مخالفة صريحة للاتفاق.
وبين أن الاحتلال منع الصيادين من النزول إلى البحر لممارسة الصيد، وإطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم.
وأكد استمرار تحليق طيران الاحتلال بشكل يومي خلال الفترات المحظورة (10-12 ساعة يوميًا)، موضحًا أنه تم رصد 210 خروقات للطيران الاستطلاعي والمُذخّر باستخدام طائرات مختلفة.
وأضاف “بلغ إجمالي هذه الخروقات الميدانية 962 خرقًا موزعة على النحو التالي: عدد الشهداء: 116، عدد المصابين: 490، تحليق طيران 210، إطلاق نار: 77 مرة، وتوغل آليات 45 عملية، وقصف واستهداف 37 عملية، وحجز سائقين وصيادين 5 مرات”.
كما بين حمدان أن الخروقات المتعلقة بالأسرى، شملت تأخير الإفراج عن الأسرى في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم أسرى الاحتلال، ومنع الإفراج عن الدفعة الأخيرة من المرحلة الأولى، والبالغ عددها 600 أسير، لمدة خمسة أيام، بحجج وذرائع واهية.
وأكد أن الاحتلال أجبر المعتقلين المفرج عنهم يومي السبت 15/02 والأربعاء 26/02 على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية.
ولفت لعدم إفصاح الاحتلال عن أسماء مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة، حيث أفصح فقط عن 2400 أسير، وتعرُّض الأسرى الفلسطينيين للضرب والإهانة والتعذيب والتجويع حتى ساعة إطلاق سراحهم.
وأشار لرفض الاحتلال الإفراج عن الأسيرة المسنة سهام موسى أبو سالم (70 عامًا) من غزة.
ونوه حمدان إلى أن الاحتلال، استمر إغلاق معبر رفح أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنع استئناف حركة البضائع والتجارة عبر المعبر، كما أعاد عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم.
وتطرق لخروقات الاحتلال بممر فيلادلفيا، عبر عدم تقليص قوات الاحتلال تدريجيًا كما تعهد الوسطاء، إذ كان من المفترض تقليص الممر بعرض 50 مترًا أسبوعيًا، واستمرار توغل قوات الاحتلال يوميًا لمسافات مئات الأمتار، بدلًا من تقليص وجودها.
وأكد أن الاحتلال لم يبدأ انسحابه من المحور في اليوم الـ 42، كما كان مقررًا، ولم يتم استكمال الانسحاب في اليوم الخمسين.
وأوضح أن الاحتلال مارس خروقات سياسية، شملت، تأخير متعمد في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، حيث ينص الاتفاق على أن تبدأ في اليوم السادس عشر بعد التوقيع، وتستمر بضمانة الوسطاء بشروط المرحلة الأولى حتى يتفق الطرفان.
وأضاف “والآن يطالب بالدخول في اتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه”.
كما شدد على أن الحركة وفي مواجهة هذا العدوان وحملة التضليل التي يشنها الاحتلال، فهي ملتزمة بتنفيذ كافة بنود الاتفاق المتعلقة بنا بدقة وبالمواعيد المحددة.
وقال “إننا ملتزمون بالمضي قدماً بالاتفاق والعبور للمرحلة الثانية منه، ونحمل الاحتلال وداعميه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك”.
وأضاف “نستنكر الابتزاز الرخيص الذي يمارسه نتنياهو وحكومته المتطرفة ضد أبناء شعبنا، باستخدام المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات، لا سيما بعد قرار حكومة الاحتلال إغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب”.
ودعا المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وهو حق راسخ يكفله القانون الدولي، ولا يحق لأحد العبث به.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعمل لإلزام الاحتلال بالعودة للاتفاق والدخول بالمرحلة الثانية منه وصولاً لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وإغاثة وإيواء أبناء شعبنا في غزة، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2735).
كما دعا للعمل على إنجاز حل عادل لقضيتنا الفلسطينية يضمن حق تقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والمستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها.
وحمل حمدان نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في قطاع غزة.
وبيقن أن الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الاولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف.
وأكد أن السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته.
وشدد على أن الوسطاء والضامنون، عليهم كامل المسؤولية بمنع نتنياهو من تخريب كل الجهود التي بذلت للتوصل للاتفاق، وحماية الاتفاق من الانهيار.
وأضاف “الأمن والاستقرار الدوليين باتا مهددين في ظل الدعم الأمريكي المطلق للكيان الاسرائيلي، والصمت الدولي الذي لا يحرك ساكناً إزاء عربدة الكيان الاسرائيلي، الذي يهدد باستئناف حرب الإبادة ضد شعبنا، ويصعد عدوانه في الضفة، وعلى لبنان، ويشن عدوان على سوريا كذلك، ولن تقتصر عواقب ذلك على شعبنا وأمتنا”.
(صفا)
0 تعليق