تصريحات ساعر الأخيرة.. تبرير فاشل لجريمة الحصار باتهام حماس

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
غزة

السبيل – خاص
في سياق تبرير سياسات الحصار والتضييق على قطاع غزة؛ زعم وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، أن المساعدات الإنسانية أصبحت “محركاً اقتصادياً لحركة حماس”، مدعياً أن الحركة تستولي عليها بدلاً من توزيعها. وأضاف أن استمرار تدفق هذه المساعدات “يعزز من قوة حماس ويعيد بناء قدراتها”، مشدداً على أن هذا الوضع “لا يمكن أن يستمر”.

تأتي هذه التصريحات في ظل تحريض إسرائيلي متصاعد على منع إدخال المساعدات إلى غزة، مترافقاً مع تهديدات بقطع المياه والكهرباء، كجزء من الضغوط المستمرة على المقاومة للقبول بشروط الاحتلال في أي مفاوضات مستقبلية.

وتعكس هذه الادعاءات محاولة الاحتلال تبرير معاقبة سكان غزة جماعياً، إذ إن الوقائع الميدانية تشير إلى أن الاحتلال هو من يمنع وصول الإمدادات الإنسانية والطبية إلى المدنيين، ويتحكم في المعابر بشكل كامل، بل ويعرقل عمل المنظمات الإغاثية بشكل متعمد.

ويرى مراقبون أن اتهام الاحتلال لحماس بالسيطرة على المساعدات؛ جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي، وإيجاد مبررات لاستمرار الحصار. فـ”إسرائيل” التي تفرض قيوداً صارمة على دخول المواد الأساسية، تستخدم هذه الادعاءات للضغط على الجهات المانحة، ودفعها للتراجع عن تقديم المساعدات أو تقليصها، رغم إدراك الجميع أن السكان في غزة يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفي ظل هذه المزاعم؛ يتضح أن الاحتلال يسعى إلى استخدام الأزمة الإنسانية كورقة تفاوضية، حيث يربط تخفيف القيود بمدى تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، وهو ما يمثل استمرارية لنهجه القائم على ابتزاز الفلسطينيين عبر التحكم في الموارد الأساسية.

إلى جانب ذلك؛ فإن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تعكس نية الاحتلال التهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث يسعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لكسب المزيد من الوقت، في محاولة للخروج بأكبر مكاسب سياسية وعسكرية، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها.

وتظهر تصريحات ساعر بوضوح أن الاحتلال يخشى الاعتراف بفشله العسكري، ولذلك يواصل المراوغة من خلال ادعاءاته حول المساعدات، بهدف خلق ذرائع للاستمرار في الحصار، رغم المطالبات الدولية المتزايدة بإنهائه.

ويبقى الكلام الفصل للمقاومة، التي تؤكد بثباتها ورباطة جأشها؛ أن هذه السياسة الفاشلة لن تستطيع فرض أمر واقع جديد، في ظل تمسك المقاومة بمطالبها بوقف الحرب بشكل كامل، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار نهائياً عن القطاع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق