مرة أخرى؛ تثبت مملكة البحرين أنها ليست مجرد بقعة جغرافية صغيرة، بل قوة ناعمة مؤثرة تمتلك رؤية واضحة لمستقبل البشرية جمعاء، بما حباها الله به من قائد فذ صاحب رؤية حكيمة وإنسانية، تجاوزت حدود الوطن لتترك بصماتها على كل العالم.شخصياً؛ ينتابني شعور غامر بالفخر والاعتزاز لانتمائي لهذا الوطن، والذي يثبت يوماً بعد اليوم أن الدول العظيمة ليست بمساحاتها الجغرافية أو بما تمتلك من مقدرات أو ثروات مادية، بل هي بما يتمتع به مجتمعها من قدرة على ترك بصمات حقيقية في مسيرة الحضارة الإنسانية، وهو ما حققه وطننا الغالي مرة أخرى.إنجاز بحريني جديد على المستوى الدولي باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 28 يناير يوماً عالمياً للتعايش السلمي، استجابة لمبادرة قدمتها البحرين، بالتعاون مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما يمثل اعترافاً عالمياً بالدور القيادي للبحرين في نشر ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب.في البحرين طالما كانت، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، نموذجاً رائداً في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وترسيخ مبادئ التسامح والانفتاح، ولم يكن هذا القرار وليد اللحظة، بل هو ثمرة عقود من العمل الدؤوب والمبادرات الخلاقة التي جعلت المملكة منارة إقليمية وعالمية للتعايش السلمي.إن اختيار الأمم المتحدة لهذا اليوم يمثل بحق تتويجاً لرؤية جلالة الملك المعظم، الذي أدرك منذ وقت مبكر أن العالم، في خضم صراعاته وانقساماته، يحتاج إلى جسر يمتد بين الحضارات، وإلى نموذج حي يجسد معنى التعددية الفكرية والاحترام المتبادل.ففي الوقت الذي تنشغل فيه دول أخرى بإثارة التوترات؛ اختارت البحرين أن تكون دولة تصنع الأمل، وتزرع بذور التآخي، وتؤسس لمنظومة فكرية متكاملة تعلي من شأن الإنسان والكرامة الإنسانية، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو ثقافته.اليوم، العالم كله مدعو للمشاركة في هذه المبادرة، والاحتفال بهذا اليوم الدولي بما يليق بقيمه النبيلة، فالتعايش السلمي لم يعد خياراً، بل ضرورة تفرضها تحديات العصر. ومملكة البحرين، بهذا الإنجاز، لا تسجل نقطة مضيئة في سجلها فحسب، بل تهدي العالم بأسره رؤية ملهمة لصياغة مستقبل يسوده الوئام والاحترام المتبادل.اليوم العالمي للتعايش؛ أكثر من كونه يوماً عالمياً بقرار أممي، بل هو محطة تاريخية تؤكد أن البحرين تحمل فكراً عظيماً، وتؤثر في مسار العالم بما تمتلكه من إرث إنساني وحضاري يحتذى به وقيادة ملهمة تعمل دائماً على صناعة مستقبل أفضل لمواطنيها ولشعوب العالم قاطبة.إضاءة«ستبقى البحرين وطناً حاضناً للتعددية ومركزاً للتلاقي الثقافي والتعايش الديني والإنساني، وستواصل نهجها المعتدل والمنفتح على العالم مع الحفاظ على ثوابتها وركائزها الوطنية الأصيلة، وستستمر بعون الله كذلك في حمل ونشر رسالتها الداعية للسلام، والتقريب بين الشعوب على اختلاف ثقافتها ومعتقداتها، إيماناً والتزاماً منها بقيم المحبة والتسامح والتآلف بين الجميع». «جلالة الملك المعظم».
التعايش السلمي.. البحرين ترسم ملامح المستقبل العالمي

التعايش السلمي.. البحرين ترسم ملامح المستقبل العالمي
0 تعليق