في يوم «ميلاد الملك»

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعم، سيكون الثامن والعشرون من يناير كل عام، يوماً دولياً للتعايش السلمي بعد موافقة الأمم المتحدة على اقتراح تقدمت به مملكة البحرين.هذا اليوم يتزامن في تاريخه بذكرى مولد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ميلاد قائد يؤمن بالتسامح والحوار والتعايش والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان، ولذلك دائماً ما نؤكد على التركيبة الفريدة لملكنا الغالي، ما بين نشأة علمية ثقافية وأدبية رفيعة، ودراسة عسكرية متقدمة، وقناعات «قائد للمحبة والسلام»، وساعٍ للعمل بجد لأجل الناس.الجميل في مبادرات مملكة البحرين التي تقدم على الصعيد الدولي، أنها جميعاً تدخل تحت لواء «المبادرات الإنسانية»، والتي تهدف إلى إرساء ثقافة التطوير البشري وحفظ كرامة وحقوق الناس، وتدعو للتعايش مع الجميع بما يرسي دعائم الأمن، ويصنع مجتمعات تقوم على احترام التنوع والاختلافات في إطار من التفاهم والتناغم القائم على الاحترام.يُسجل لمملكة البحرين ذلك، سواء أكان على صعيد التطور في التعليم والتكنولوجيا والتي اقترنت باسم ملكنا في جائزة اعتمدتها المنظمة الدولية من خلال «اليونسكو» منذ عام 2005، أو ضمن ملف الإعمار الإنساني المستدام من خلال جائزة «الموئل» التي كان للراحل الكبير الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه الفضل فيها، إضافة لاعتماد الأمم المتحدة يوم الضمير العالمي بناء على مقترحه رحمه الله، مع التذكير بأحد أهم المبادرات العالمية المؤثرة، والتي تمثلت بجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة على المستوى العالمي، والتي كان لها الأثر الكبير جداً في بيان منجزات المرأة البحرينية وتمكينها وتفوقها بقيادة «سيدة نساء البحرين».جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ توليه مقاليد الحكم خلفاً لوالده الراحل، ماضٍ بشكل ثابت وممنهج في تعزيز مفاهيم وأسس ارتبط منذ قرون بعيدة بأرض البحرين، وعززتها انتماءاتنا وموروثاتنا الإسلامية والعربية، ليحيي من جديد «أسطورة دلمون أرض الخلود»، وليعزز «إشعاع التسامح الإنساني» الذي عرفته به أرض البحرين منذ القدم، ويؤكد بأن هذا الشعب على امتداد التاريخ «طيب» ومعدنه لا يتغير. أولم يكن أهل البحرين ثاني شعب يدخل الإسلام طواعية استجابة لدعوة الرسول الكريم بعد أهل المدينة المنورة.اليوم حينما تعتمد الأمم المتحدة يوماً للتعايش السلمي، وبناء على مقترح تقدمت به البحرين، ويصادف عيد ميلاد قائدنا الذي نعتبره «ملكاً للإنسانية والسلام»، فإن بلادنا تسجل اسمها بقوة في سجلات التاريخ، إذ حري بدعوة السلام بين الشعوب وإشاعة أجواء الحوارات البناءة الداعية للتعايش والتفاهم والتناغم، حري بها أن تكون دعوة تنطلق وتصدر من «أرض السلام»، والأرض التي ارتبطت بمسمى الخلود، مثلما وصفها جلجامش بنفسه.تجربة البحرين في هذا الجانب غنية جداً، ولعل أبلغ تلخيص تقرأه بشأنها، هو ما قدمه الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات، رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي فيها استعرض مقترح البحرين لإعلان اليوم الدولي للتعايش السلمي، إذ أكد الوزير الشاب المجتهد الشيخ عبدالله بأن «التعايش السلمي يمثل جزءاً أصيلاً ضمن منظومة عمل وطنية لإرساء القيم النبيلة، من بينها: إطلاق إعلان مملكة البحرين كمرجعية للأمم والشعوب التي تنشد الأمن والسلام، ورعاية مؤتمرات الحوار للتقريب بين الحضارات والأديان والثقافات، بالإضافة إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عام 2018، لحماية الحريات والشعائر الدينية. كما تم تدشين جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، كمبادرة ملهمة تُمنح للأشخاص والمنظمات الذين قدموا إنجازات وإسهامات في هذا المجال».طبعاً يضاف لكل هذه المبادرات المؤثرة التي قامت بها البحرين، المؤتمرات الدائمة المعنية بالتعايش السلمي وحوار الحضارات وحوار الأديان، والذي فيها جمع ملك البحرين «الإنسانية» في بلاده، من خلال الشخصيات الدينية المؤثرة، والوفود المتنوعة في ثقافاتها واعتقاداتها، ومن خلال هذه اللقاءات قدمت البحرين أروع النماذج والأمثلة في كيفية جمع البشر على مبادئ التعايش والسلام والحوار واحترام الآخر.في يوم ميلاد ملكنا الغالي، نحتفي به، ونحتفي بتعزيزه وترسيخه لهذه الثقافة الإنسانية الراقية. دمت بخير أبا سلمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق