الرجال الذين لديهم حيوانات منوية ذات جودة عالية قد يعيشون أكثر من غيرهم - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة شملت 78 رجلًا لمدة 50 عامًا، أن الرجال الذين تتمتع حيواناتهم المنويّة بقدرة حركة سريعة ومستويات أعلى من القوة، قد يعيشون أكثر بمعدل ثلاث سنوات مقارنة بغيرهم.

وأفاد مؤلف الدراسة الرئيسي لارك بريسكورن، الباحث وطالب دكتوراه في مستشفى جامعة كوبنهاغن، ريجشوسبيتاليت بالدنمارك، في بيان: "بالأرقام المطلقة، عاش الرجال الذين لديهم إجمالي عدد قدرة حركية يزيد عن 120 مليون (لكل مليلتر من السائل المنوي) 2.7 سنوات أكثر من الرجال الذين يتراوح إجمالي عدد القدرة الحركية (لحيواناتهم المنوية) بين 0 و5 ملايين".

ولترجمة ذلك إلى الأعمار، يُتوقّع أن يعيش الرجل الذي يعاني من ضعف شديد في القدرة الحركية لحيواناته المنوية ما يصل إلى 77.6 عامًا، في حين قد يعيش الرجل الذي يتمتع بقدرة حركة سريعة في حيواناته المنوية لغاية 80.3 عامًا، وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة Human Reproduction.

ورأى مايكل أيزنبرغ، أستاذ جراحة المسالك البولية ومدير الطب والجراحة التناسلية للذكور بكلية الطب في جامعة ستانفورد، غير المشارك في البحث الجديد أنّ "حقيقة وجود علاقة بين جودة السائل المنوي وطول العمر يعتبر نتيجة مهمة"، مشيرًا إلى دراسات سابقة توصلت إلى هذا الارتباط بين الصحة الإنجابية والصحة العامة.

هل يمكن أن يكون عدد الحيوانات المنوية بمثابة تحذير مسبق؟

في التقرير الجديد، قارن الباحثون جودة عينات الحيوانات المنوية المأخوذة بين عامي 1965 و2015، من رجال خضعوا لاختبارات العقم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. ثم تمت مقارنة جودة الحيوانات المنوية للرجال مع السجلات الطبية الوطنية التي جمعتها الخدمة الصحية الوطنية الدنماركية.

ولفت بريسكورن إلى أنه "كلّما انخفضت جودة السائل المنوي، انخفض متوسّط ​​العمر المتوقّع. لم يتم تفسير هذا الارتباط بأي أمراض في السنوات العشر التي سبقت تقييم جودة السائل المنوي أو المستوى التعليمي للرجال". 

عادةً ما تعطى أعداد القدرة الحركية بالنسب المئوية، وليس بالأرقام الإجمالية. وتعتبر منظمة الصحة العالمية الحيوانات المنوية لدى الرجل طبيعية إذا كان حوالي 42% منها في كل عيّنة من القذف، قادرة على التحرك إلى وجهتها.

لكن، توصلت الدراسة إلى أن عدد القدرة الحركية دون 5 ملايين لكل ملليلتر من السائل المنوي، يرتبط بحالة حادة من قلة النطاف، أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية، ما يؤدّي غالبًا إلى العقم عند الذكور.

بالنسبة لأيزنبرغ فإنّ حركة الحيوانات المنوية التي تبلغ حوالي 125 مليونًا لكل ملليلتر من السائل المنوي أمر طبيعي بالنسبة للرجل الخصب، غير أنّ ذلك لا يضمن خصوبة الرجال وفقًا للخبراء.

إذا لم يكن من أجل الخصوبة، فلِمَ يُعد اختبار السائل المنوي مفيدًا؟ هذا كان السؤال الذي وجهه جون آيتكين، وهو الأستاذ الفخري المتميّز من كلية علوم البيئة والحياة في جامعة نيوكاسل بأستراليا، غير المشارك في الدراسة، مشيرًا إلى أنّه يمكن أن يكون أيضًا علامة على مشاكل صحية لدى الذكور في الأعمار الأصغر.

وكتب أيتكين في مقالة افتتاحية نُشرت بالتوازي مع الدراسة: "يبدو أن ملف السائل المنوي لدى الرجال يوفّر أهم المعلومات المتّثصلة بصحتهم ورفاهيتهم مستقبلًا".

وسأل أنه "إذا كانت الحيوانات المنوية تمثّل فعليًا علامة إنذار حول صحة الذكور، فإن السؤال الواضح الذي يجب طرحه هو: لماذا؟". وتابع: "ما هي العوامل المحتملة التي يمكن أن تربط متوسّط ​​عمر الرجال بجودة السائل المنوي لديهم في مرحلة البلوغ المبكر"؟ 

الإجهاد التأكسدي أحد الاحتمالات

بالنسبة لأيتكين، قد تكون إحدى الإجابات التي تشرح الارتباط، تتمثّل بالإجهاد التأكسدي الذي يحدث عندما تتفشّى الجذور الحرة، أي جزيئات غير مستقرّة يمكن أن تُلحق الضّرر بالحمض النووي، والوظيفة الخلوية، وتؤدّي إلى موت الخلايا في جميع أنحاء الجسم، ضمنًا الاختبارات والحيوانات المنوية.

وافترض آيتكين أنّ "أي عامل (وراثي، مناعي، أيضي، بيئي أو نمط حياة) يعزّز المستويات الإجمالية للإجهاد التأكسدي، يتوقع بشكل معقول أن يؤدي إلى تغييرات في ملف السائل المنوي، وأنماط الوفيات اللاحقة".

وبحسب المعهد الوطني للسرطان، فإنّ العوامل التالية تشكّل عددًا قليلًا من الأساليب التي يتم بها تنشيط الجذور الحرة:

التدخين  الإفراط في شرب الكحول،  والتعرض لأشعة الشمس، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الصناعية، وملوثات الهواء،

يتمتع الجسم بطريقة للرد من خلال استخدام مضادات الأكسدة. إذ قال الخبراء إنّ مضادات الأكسدة، الملقّبة بـ"كاسحات الجذور الحرة"، يمكنها منع وإصلاح الأضرار التي تسبّبها بعض أنواع الجذور الحرة.

وذكرت عيادة كليفلاند أن المكمّلات الغذائية فشلت في إظهار نتائج واعدة ضد الجذور الحرة، وتُعتبر الفاكهة، والخضار، والمكسرات، والحبوب التي تحتوي على الفيتامينات، والمعادن الرئيسية، مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة.

تحتوي الفاكهة الحمضية، والفلفل الأحمر والأخضر، والقرنبيط، على فيتامين C المضاد للأكسدة، بينما أن المكسّرات وبذور عباد الشمس، والسبانخ، والقرنبيط تُعد مصادر جيدة لفيتامين E، وهو أحد مضادات الأكسدة الأخرى.

تُعتبر أسماك السلمون والتونة غنية بالسيلينيوم، وكذلك الأرز البني، والبيض، وخبز القمح الكامل. كما يمكن العثور على البيتا كاروتين، وهو أحد مضادات الأكسدة الأخرى، في الجزر، والمشمش، واللفت، والمانغو، والبطاطا الحلوة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق