عمان- "نحن نقص عليك أَحسن القصص بما أَوحينا إِليكَ"، آية قرانية تتحدث عن عظم القصص التي ذكرت في القرآن، ولها أثر كبير في النفوس، وتقدم القدوة للأجيال الناشئة، وتبيان العديد من الحكم والمواعظ والأحكام الشرعية.اضافة اعلان
ومن هنا، كان لكل تلك القصص المتواترة في القرآن الكريم والسيرة النبوية، وأحاديث السلف، أهمية كبيرة، على الأهل والمعلمين أن يتيقنوا لها وتكون إحدى الطرق التي تنمي التفكير والمنطق والأخلاق لدى الأطفال واليافعين على حدٍ سواء، وتعرفهم بأحكام دينهم بما يتوافق مع مستجدات الحياة، والأهم من ذلك، السمو بالأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام.
من جهةٍ أخرى، يعد الكثيرون أن ما يحدث الآن من أعمال فنية وأحاديث "مشاهير دعويين" في مجال القصص على مرّ العصور، من شأنه أن يعيد البوصلة نحو المصدر الصحيح والحقيقي للأحداث، وذلك من خلال القصص المقروءة والمصورة، والمسابقات الدينية التي يتم تحفيز الطلاب للمشاركة بها، وتقديم الجوائز لهم، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.
ومن الأمثلة الحية على تلك المسابقات، مسابقة "جروب الصف" التي تشارك بها الطالبات في الصف العاشر في إحدى المدارس الثانوية، وذلك بتقديم "سؤال" يتعلق إما بحكمٍ شرعي أو قصة دينية وحديث وآية، وبشكل يومي، وجميع الأسئلة تتطلب أن يعود الطالب للقرآن والقصص الدينية والكتب الدينية من أجل الحصول على الإجابة الصحيحة، وهو ما يعد نوعا من التحفيز الذهني لهم، وبالتالي العودة للمصدر الحقيقي للمعلومة، وترسيخها في الذهن.
وتقول الطالبة ميار "إحدى الطالبات في المجموعة"، إنها تتعاون مع والدتها يومياً خلال النهار للإجابة على السؤال الذي تقوم المعلمة المشرفة بإرساله لهم، ولمختلف المراحل الصفية، كلاً حسب الفئة العمرية له، بالإضافة إلى روابط إلكترونية يقوم فيها الطالب باختبار معلوماته اليومية حول القرآن وأحكامه وقصصه وأسباب نزول العديد من الآيات القرآنية.
وتعتقد والدة ميار، أن هذه المسابقات والتحفيز على قراءة القصص الدينية والسيرة وقصص السلف، من شأنها أن تعزز الأخلاق لدى الأبناء من مختلف الأعمار، وتساهم في اعتزازهم بدينهم الذي يدعو إلى الأخلاق الحميدة والتسامح والرحمة، وأنه دين يسر لا دين عسر.
من جهتها تبين المعلمة مها شحادات في إحدى المدراس الثانوية، أن المدراس تحاول أن تقدم تلك المسابقات والتحفيز على قراءة القصص أو المعلومات في الشهر الفضيل، والتي من شأنها أن تثقف الطالب على اختلاف مرحلته العمرية، والتي لها دور كبير في ترسيخ تلك القيم والمفاهيم لدى الطلبة، وبخاصة الأسئلة الثقافية التي يتم إرسالها عبر الجروبات الصفية اليومية والتي تلاقي تفاعلاً كبيراً بين الطلبة وذويهم في ذات الوقت، وتحفزهم للبحث عن المعلومة الدقيقة من مصدرها.
وتبين شحادات أن المسابقات التي تقوم بتنظيمها بشكل مستمر في تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وبخاصة خلال شهر رمضان، هي فرصة كذلك لتنمية هذا الحس التوعوي الديني لدى الطلبة، ويكون ضمن خطة خارج المنهاج المدرسي المعتاد، مع التأكيد على أن هذه المعلومات من أحاديث ومواعظ وأفكار جميعها نحرص على أن تكون موثوقة المصدر وصحيحة.
ولأهمية هذه الأفكار التوعوية الأخلاقية وإيصالها للطلبة من خلال المسابقات أو القصص التاريخية والقرآنية، التي تحمل في سياقها القدوة الحسنة، تبين الأديبة وكاتبة أدب الأطفال صفاء الحطاب، أن مخاطبة النشء لها بالضرورة معايير وأدوات وآليات محددة ومنهجية واضحة هدفها كلها معا تحقيق التأثير وخلق الدافعية السلوكية الإيجابية في نفوس أولئك الناشئة؛ عبر بناء منظومة قيمية أخلاقية تناسب هوية مجتمعهم الثقافية العميقة.
ووفق الحطاب، فأنه يمكن أن نلاحظ الجهود المبذولة في مجال الاهتمام بالنشء في مجتمعات العالم كافة وعلى اختلاف مرجعياتهم الفكرية والدينية؛ من قبل مختصين وأصحاب كفاءات علمية وخبرات ميدانية طويلة؛ يمكنها أن تتابع التغيرات المحيطة بهم، وأن تواكب التطور في أدوات التواصل وفي الآليات المؤثرة فعلا في إكساب الجيل اللبنات الأولية لبنائه المعرفي الذي سينتقل في مراحل لاحقة إلى مستويات مختلفة من التحليل والتقييم والاستنتاج؛ وهذا من التطور الطبيعي لمراحل الإدراك المعرفي عند البشر.
لكن، تعتقد الحطاب أنه من المهم التأكيد هنا على نوعية المواد المعرفية والفكرية الأولية المستهدفة؛ وضرورة أن تكون موادا صالحة للبناء الثابت؛ فيها محتوى معرفي يسهم في تعزيز القيم الإنسانية العليا ومخزون معرفي يغذي حصيلة المتلقي الفكرية والثقافية، وجودة لغوية وفنية تصنع ذائقة النشء بصورة عامة، وقد تكون القصص والحكايات والأفلام المصورة هي الأطر المحببة لتقديم كل ما سبق للفئة المستهدفة.
وإذا أردنا أن نخاطب الأبناء عن شهر رمضان المبارك بأنه موسم عبادة ونشاط اجتماعي له إيقاع معين مختلف عن باقي أيام العام يعيشه الصغار والكبار؛ ويستعدون لقدومه ويتفاعلون مع إيقاع أوقاته الخاصة به من سحور وفطور وغير ذلك من تفاصيل مرتبطة بالشهر الفضيل؛ تقول الحطاب أننا نسعى إلى غرس مفهوم معين في نفوسهم عن شهر رمضان بأنه جزء من الثقافة المجتمعية للعالمين العربي والإسلامي.
ونحن، في بلادنا، بحسب الحطاب، نجد أن أبناء البلد الواحد من مسلمين ومسيحين يحترمون صيام شهر رمضان؛ ويراعون بعضهم بعضا، بل قد يتشارك الجيران من مسلمين ومسيحيين في موائد الإفطار الجماعية في القرى وبعض المدن، وكل ما سبق يجعل الاهتمام من قبل الأبناء بشهر رمضان نوع من الاحتياج المجتمعي لتفعيل شعورهم بالانتماء لإيقاع المجتمع، ومنحهم شعورا جمعيا ثمينا يقويهم داخليا ويعزز أواصر الترابط مع ملايين ممن يصومون شهر رمضان في أنحاء العالم، وهذا يؤكد على أهمية إختيار المحتوى المناسب لمخاطبة جيل الشباب، وتحفيزهم على أن يكونوا جزءا فاعلا قويا وممتدا من ثقافة المجتمع.
وتشير الحطاب إلى أنه يمكننا أن نصنع فرقا إن عملنا على تقديم محتوى معرفيا أساسيا ومتدرجا؛ كأن يكون محتوى مطبوعا أو مسموعا أو مرئيا عن شهر رمضان تاريخيا في قرانا ومدننا؛ وذكريات أجدادنا عنه، ومدى التشابه والاختلاف بين الماضي والحاضر، وقد تكون قصص الأنبياء والقصص القرآني ونماذج من حكايات أبطال مروا عبر التاريخ وعرض مسلسلات درامية كتبت ونفذت كقصة بصرية مصورة عن شخصيات مؤثرة، لتكون النواة المعرفية الأساسية لكل منا.
وتختم الحطاب، يمكننا أن نقدم للجيل الحالي ذات المحتوى المعزز للقيم العليا، والبعيد عن الجدل والخلافات التاريخية مع إضافات تواكب العصر؛ وبأدوات خطاب حديثة، وبلغة عربية بسيطة وبتقنيات ومواصفات فنية جاذبة ومسلية، حتى ندمج النشء بنسيج مجتمعه بمرونة وقوة، ونضع اللبنات الأولى لهوية ثقافية في طور التشكل في مكانها الصحيح.
ومن هنا، كان لكل تلك القصص المتواترة في القرآن الكريم والسيرة النبوية، وأحاديث السلف، أهمية كبيرة، على الأهل والمعلمين أن يتيقنوا لها وتكون إحدى الطرق التي تنمي التفكير والمنطق والأخلاق لدى الأطفال واليافعين على حدٍ سواء، وتعرفهم بأحكام دينهم بما يتوافق مع مستجدات الحياة، والأهم من ذلك، السمو بالأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام.
من جهةٍ أخرى، يعد الكثيرون أن ما يحدث الآن من أعمال فنية وأحاديث "مشاهير دعويين" في مجال القصص على مرّ العصور، من شأنه أن يعيد البوصلة نحو المصدر الصحيح والحقيقي للأحداث، وذلك من خلال القصص المقروءة والمصورة، والمسابقات الدينية التي يتم تحفيز الطلاب للمشاركة بها، وتقديم الجوائز لهم، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.
ومن الأمثلة الحية على تلك المسابقات، مسابقة "جروب الصف" التي تشارك بها الطالبات في الصف العاشر في إحدى المدارس الثانوية، وذلك بتقديم "سؤال" يتعلق إما بحكمٍ شرعي أو قصة دينية وحديث وآية، وبشكل يومي، وجميع الأسئلة تتطلب أن يعود الطالب للقرآن والقصص الدينية والكتب الدينية من أجل الحصول على الإجابة الصحيحة، وهو ما يعد نوعا من التحفيز الذهني لهم، وبالتالي العودة للمصدر الحقيقي للمعلومة، وترسيخها في الذهن.
وتقول الطالبة ميار "إحدى الطالبات في المجموعة"، إنها تتعاون مع والدتها يومياً خلال النهار للإجابة على السؤال الذي تقوم المعلمة المشرفة بإرساله لهم، ولمختلف المراحل الصفية، كلاً حسب الفئة العمرية له، بالإضافة إلى روابط إلكترونية يقوم فيها الطالب باختبار معلوماته اليومية حول القرآن وأحكامه وقصصه وأسباب نزول العديد من الآيات القرآنية.
وتعتقد والدة ميار، أن هذه المسابقات والتحفيز على قراءة القصص الدينية والسيرة وقصص السلف، من شأنها أن تعزز الأخلاق لدى الأبناء من مختلف الأعمار، وتساهم في اعتزازهم بدينهم الذي يدعو إلى الأخلاق الحميدة والتسامح والرحمة، وأنه دين يسر لا دين عسر.
من جهتها تبين المعلمة مها شحادات في إحدى المدراس الثانوية، أن المدراس تحاول أن تقدم تلك المسابقات والتحفيز على قراءة القصص أو المعلومات في الشهر الفضيل، والتي من شأنها أن تثقف الطالب على اختلاف مرحلته العمرية، والتي لها دور كبير في ترسيخ تلك القيم والمفاهيم لدى الطلبة، وبخاصة الأسئلة الثقافية التي يتم إرسالها عبر الجروبات الصفية اليومية والتي تلاقي تفاعلاً كبيراً بين الطلبة وذويهم في ذات الوقت، وتحفزهم للبحث عن المعلومة الدقيقة من مصدرها.
وتبين شحادات أن المسابقات التي تقوم بتنظيمها بشكل مستمر في تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وبخاصة خلال شهر رمضان، هي فرصة كذلك لتنمية هذا الحس التوعوي الديني لدى الطلبة، ويكون ضمن خطة خارج المنهاج المدرسي المعتاد، مع التأكيد على أن هذه المعلومات من أحاديث ومواعظ وأفكار جميعها نحرص على أن تكون موثوقة المصدر وصحيحة.
ولأهمية هذه الأفكار التوعوية الأخلاقية وإيصالها للطلبة من خلال المسابقات أو القصص التاريخية والقرآنية، التي تحمل في سياقها القدوة الحسنة، تبين الأديبة وكاتبة أدب الأطفال صفاء الحطاب، أن مخاطبة النشء لها بالضرورة معايير وأدوات وآليات محددة ومنهجية واضحة هدفها كلها معا تحقيق التأثير وخلق الدافعية السلوكية الإيجابية في نفوس أولئك الناشئة؛ عبر بناء منظومة قيمية أخلاقية تناسب هوية مجتمعهم الثقافية العميقة.
ووفق الحطاب، فأنه يمكن أن نلاحظ الجهود المبذولة في مجال الاهتمام بالنشء في مجتمعات العالم كافة وعلى اختلاف مرجعياتهم الفكرية والدينية؛ من قبل مختصين وأصحاب كفاءات علمية وخبرات ميدانية طويلة؛ يمكنها أن تتابع التغيرات المحيطة بهم، وأن تواكب التطور في أدوات التواصل وفي الآليات المؤثرة فعلا في إكساب الجيل اللبنات الأولية لبنائه المعرفي الذي سينتقل في مراحل لاحقة إلى مستويات مختلفة من التحليل والتقييم والاستنتاج؛ وهذا من التطور الطبيعي لمراحل الإدراك المعرفي عند البشر.
لكن، تعتقد الحطاب أنه من المهم التأكيد هنا على نوعية المواد المعرفية والفكرية الأولية المستهدفة؛ وضرورة أن تكون موادا صالحة للبناء الثابت؛ فيها محتوى معرفي يسهم في تعزيز القيم الإنسانية العليا ومخزون معرفي يغذي حصيلة المتلقي الفكرية والثقافية، وجودة لغوية وفنية تصنع ذائقة النشء بصورة عامة، وقد تكون القصص والحكايات والأفلام المصورة هي الأطر المحببة لتقديم كل ما سبق للفئة المستهدفة.
وإذا أردنا أن نخاطب الأبناء عن شهر رمضان المبارك بأنه موسم عبادة ونشاط اجتماعي له إيقاع معين مختلف عن باقي أيام العام يعيشه الصغار والكبار؛ ويستعدون لقدومه ويتفاعلون مع إيقاع أوقاته الخاصة به من سحور وفطور وغير ذلك من تفاصيل مرتبطة بالشهر الفضيل؛ تقول الحطاب أننا نسعى إلى غرس مفهوم معين في نفوسهم عن شهر رمضان بأنه جزء من الثقافة المجتمعية للعالمين العربي والإسلامي.
ونحن، في بلادنا، بحسب الحطاب، نجد أن أبناء البلد الواحد من مسلمين ومسيحين يحترمون صيام شهر رمضان؛ ويراعون بعضهم بعضا، بل قد يتشارك الجيران من مسلمين ومسيحيين في موائد الإفطار الجماعية في القرى وبعض المدن، وكل ما سبق يجعل الاهتمام من قبل الأبناء بشهر رمضان نوع من الاحتياج المجتمعي لتفعيل شعورهم بالانتماء لإيقاع المجتمع، ومنحهم شعورا جمعيا ثمينا يقويهم داخليا ويعزز أواصر الترابط مع ملايين ممن يصومون شهر رمضان في أنحاء العالم، وهذا يؤكد على أهمية إختيار المحتوى المناسب لمخاطبة جيل الشباب، وتحفيزهم على أن يكونوا جزءا فاعلا قويا وممتدا من ثقافة المجتمع.
وتشير الحطاب إلى أنه يمكننا أن نصنع فرقا إن عملنا على تقديم محتوى معرفيا أساسيا ومتدرجا؛ كأن يكون محتوى مطبوعا أو مسموعا أو مرئيا عن شهر رمضان تاريخيا في قرانا ومدننا؛ وذكريات أجدادنا عنه، ومدى التشابه والاختلاف بين الماضي والحاضر، وقد تكون قصص الأنبياء والقصص القرآني ونماذج من حكايات أبطال مروا عبر التاريخ وعرض مسلسلات درامية كتبت ونفذت كقصة بصرية مصورة عن شخصيات مؤثرة، لتكون النواة المعرفية الأساسية لكل منا.
وتختم الحطاب، يمكننا أن نقدم للجيل الحالي ذات المحتوى المعزز للقيم العليا، والبعيد عن الجدل والخلافات التاريخية مع إضافات تواكب العصر؛ وبأدوات خطاب حديثة، وبلغة عربية بسيطة وبتقنيات ومواصفات فنية جاذبة ومسلية، حتى ندمج النشء بنسيج مجتمعه بمرونة وقوة، ونضع اللبنات الأولى لهوية ثقافية في طور التشكل في مكانها الصحيح.
0 تعليق