"الدمام-الرياض".. ”قطار الشاحنات" يهدد سلامة البنية التحتية

الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بات طريق الرياض - الدمام السريع، أحد أهم شرايين النقل في المملكة، ساحة لأزمة مرورية خانقة سببها الرئيسي التكدس الهائل للشاحنات.
هذا المشهد الذي بات مألوفًا لمستخدمي الطريق، لا يقتصر تأثيره على الازدحام والتأخير، بل يتعداه إلى تهديد حقيقي للبنية التحتية وسلامة السائقين.

ضغط مروري

ويشهد طريق الرياض - الدمام السريع ضغطًا مروريًا بسبب التكدس المستمر للشاحنات، مما يؤدي إلى تآكل البنية التحتية وظهور تشققات وهبوطات خطيرة، خصوصًا في المسار الأيمن.

فمشهد الشاحنات الممتدة لكيلومترات طويلة على هذا الطريق الحيوي بات مألوفًا، مُخلفًا وراءه سلسلة من المشكلات، بدءًا من الحوادث المرورية المتكررة وصولًا إلى تدهور حالة البنية التحتية.
وأشار مهندسون مختصون إلى أن الأوزان الثقيلة للشاحنات تُلحق أضرارًا بالغة بالطريق، خاصةً في المسار الأيمن، مما يستدعي عمليات صيانة دورية ومكلفة.
وأوضح المهندس محمد زكي، خبير هندسة الطرق، أن ”استمرار الضغط الهائل على الطريق بهذا الشكل يُهدد بانهيارات مفاجئة وتشققات خطيرة،“ مُحذرًا من أن ذلك قد يُؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل.

وبين أن البنية التحتية للطريق تعاني بشكل واضح بسبب الحمولة الزائدة للشاحنات، لافتا إلى أن الضغط المستمر، مما يؤدي إلى ظهور التشققات والهبوط في الأسفلت.

الاستعانة بالسكك الحديدية

وطرح عدد من الحلول الجذرية التي يُمكن أن تُساهم في تخفيف حدة المشكلة، من ضمنها إنشاء مسار خاص مُعبّد بالشاحنات على طول الطريق، وهو ما من شأنه أن يُخفف الضغط على المسارات الأخرى ويُقلل من احتمالية وقوع الحوادث، مؤكدًا أهمية هذا الحل، قائلًا إنه ”سيوفر بيئة أكثر أمانًا لسائقي الشاحنات ومستخدمي الطريق الآخرين.“
وطالب بتعزيز دور النقل عبر السكك الحديدية، من خلال مضاعفة الخط الحديدي الحالي الممتد من ميناء الدمام إلى الميناء الجاف في الرياض.

وبين أن هذا من شأنه نقل كميات كبيرة من البضائع التي تنقلها الشاحنات حاليًا، مما يُقلل من أعدادها على الطريق.
كما اقترح إقرار تشريع يُلزم باستخدام ”قطار الشاحنات“ «Road Train»، وهو عبارة عن قاطرة واحدة تجر عدة مقطورات، بعد مضاعفة عدد القاطرات المتوفرة.
ولفت إلى أن هذا الحل ”يُمثل نقلة نوعية في قطاع النقل البري،“ مُضيفًا أنه ”سيُساهم في تقليل التكاليف التشغيلية والانبعاثات الكربونية، فضلًا عن تحسين مستوى السلامة على الطرق.“

واقترح عدد من الحلول مثل إنشاء مسار خاص للشاحنات هي حلول جيدة على المدى الطويل، ولكنها تتطلب وقتًا وتكلفة عالية.

حلول عاجلة

وأشار إلى أنه يجب البدء فورًا بتطبيق حلول قصيرة المدى، مثل زيادة عدد محطات الوزن المتنقلة، وتغليظ العقوبات على الشاحنات المخالفة، وإعادة تأهيل الطريق بشكل شامل، مع استخدام مواد ذات جودة عالية تتحمل الأوزان الثقيلة.

وقال وليد أحمد أحد المواطنين، الذي يستخدم الطريق بشكل اسبوعي، إن ”الشاحنات على الطريق تبدو كأنها قطار لا ينتهي“ مشيرًا إلى أن هذا الازدحام يتسبب في تأخيره لساعات طويلة، ويُضاعف من احتمالية وقوع حوادث.
وأضاف ولا يقتصر تأثير هذا التكدس على الجانب المروري، بل يمتد ليشمل البنية التحتية للطريق، إذ يُشير مهندسون مختصون إلى أن الأوزان الثقيلة للشاحنات تُلحق أضرارًا بالغة بالطريق، خاصةً في المسار الأيمن، مما يستدعي عمليات صيانة دورية ومكلفة.

ووصف المواطن خالد البرهان سلوك سائقي الشاحنات على الطريق بأنه ”سباق“ يتجاهل أبسط قواعد السلامة المرورية وأرواح مستخدمي الطريق، معتبرًا أن استمرار هذا الوضع ”أمر لا يُطاق“.
ودعا البرهان إلى تبني حلول جذرية وشاملة، لا تقتصر على إنشاء مسار خاص بالشاحنات وتفعيل دور السكك الحديدية، بل تمتد لتشمل حلولًا مبتكرة مثل استخدام طائرات الشحن بدون طيار للمسافات الطويلة، مؤكدًا على ضرورة وجود ”رؤية متكاملة“ لإدارة حركة النقل على هذا الطريق.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق