فتيات الكشافة السعودية.. نموذج مُلهم في خدمة المعتمرين خلال رمضان

الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في قلب المسجد الحرام، حيث تجتمع الروحانية مع عظمة المكان، تتجسد صور العطاء والإنسانية في جهود فتيات الكشافة السعودية، اللواتي يواصلن العمل الدؤوب لخدمة المعتمرين والمصلين خلال شهر رمضان المبارك.
تحت مظلة المعسكر الرمضاني الذي تُقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، تسهم الفتيات في تقديم خدمات تطوعية متنوعة، تجمع بين التفاني والإخلاص في أقدس بقاع الأرض.
ومع توافد آلاف المعتمرين يوميًا إلى المسجد الحرام، تتوزع فتيات الكشافة في مختلف أرجاء الحرم والمناطق المحيطة به، مقدمات الدعم والمساندة للمعتمرين، كبارًا وصغارًا.
جهود فتيات الكشافة السعودية في خدمة المعتمرين خلال رمضان- اليوم

خدمة ضيوف الرحمن

تشمل مهامهن إرشاد التائهين إلى وجهاتهم الصحيحة، وتقديم المساعدة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم الحشود لضمان سهولة حركة المصلين والمعتمرين، بالإضافة إلى المساهمة في التوعية بالإجراءات الاحترازية داخل المسجد الحرام.
وفي مشهد يعكس التفاني والاحترافية، تنتشر الفتيات عند مداخل ومخارج الحرم، يساعدن المعتمرين على الوصول إلى أماكن الطواف والسعي بكل يسر وسهولة، وينظمن عملية دخول المصلين إلى المصليات المخصصة للنساء، مؤكدات على أهمية الالتزام بالإرشادات التنظيمية التي تسهل حركة الجميع.
جهود فتيات الكشافة السعودية في خدمة المعتمرين خلال رمضان- اليوم

قيمة العمل الجماعي

في أجواء يسودها الحماس والرغبة في العطاء، تروي شهد طرابلسي، إحدى فتيات الكشافة المشاركات، تجربتها قائلة: "أشعر بفخر كبير كوني جزءًا من هذه المهمة الإنسانية العظيمة، عندما أرى الامتنان في عيون المعتمرين، أدرك أن كل تعب وجهد نبذله هنا له معنى سامٍ، أن تكون في خدمة ضيوف الرحمن، هو شرف لا يُضاهى."
أما أسيل القصيمي، فتصف التجربة بأنها محطة فارقة في حياتها، مشيرة إلى أن العمل الكشفي منحها فرصة فريدة لتعلم قيمة العمل الجماعي والعطاء الحقيقي.
وتقول: "العطاء ليس مجرد كلمات، بل هو أفعال تبقى راسخة في قلوب الناس. كل موقف نمر به هنا يترك أثرًا عميقًا في داخلنا، ويعزز شعورنا بالمسؤولية تجاه المجتمع."
جهود فتيات الكشافة السعودية في خدمة المعتمرين خلال رمضان- اليوم

إدارة الأزمات الطارئة

وترى هند غازي أن هذه التجربة علمتها الكثير عن الصبر والتفاني، مؤكدة أن العمل بروح الفريق هو ما يجعل المهام تسير بسلاسة وكفاءة.
وتوضح: "نحن لا نعمل بشكل فردي، بل كفريق متكامل. كل واحدة منا تؤدي دورها وفق خطة منظمة، مما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمعتمرين والمصلين."
لم تأتِ هذه الجهود العظيمة عشوائيًا، بل هي ثمرة تخطيط دقيق وإدارة محكمة من قبل قادة وقائدات الكشافة، الذين يحرصون على توزيع المهام وفق آليات واضحة تضمن سير العمل بكفاءة.
ويجري تقسيم الفتيات إلى مجموعات تعمل في نوبات مختلفة على مدار اليوم، لضمان استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع.
كما يخضعن لدورات تدريبية قبل انطلاق المعسكر، لتزويدهن بالمهارات اللازمة في التعامل مع الحشود وإدارة الأزمات الطارئة.
جهود فتيات الكشافة السعودية في خدمة المعتمرين خلال رمضان- اليوم

تعزيز ثقافة التطوع

وتؤكد المشرفة على الفرق الكشفية، نورة السبيعي، أن هذه التجربة تسهم بشكل كبير في تنمية حس المسؤولية لدى الفتيات وتعزيز ثقافة العمل التطوعي.
وتقول: "نحن فخورون برؤية فتيات الكشافة يقدمن نموذجًا مشرفًا في خدمة ضيوف الرحمن، ونتطلع إلى تطوير هذه المبادرة عامًا بعد عام."
وتعكس مشاركة الفتيات في العمل الكشفي داخل المسجد الحرام جانبًا مهمًا من رؤية المملكة 2030، التي تركز على تمكين المرأة في مختلف المجالات، وتعزيز ثقافة التطوع كقيمة مجتمعية أساسية.
جهود فتيات الكشافة السعودية في خدمة المعتمرين خلال رمضان- اليوم

المرأة السعودية

فتيات الكشافة لا يقدمن فقط المساعدة، بل يجسدن نموذجًا حيًا للمرأة السعودية القادرة على المساهمة في خدمة المجتمع بفاعلية، وإحداث تغيير إيجابي في بيئتهن.
مع حلول كل ليلة من ليالي رمضان المباركة، تستمر فتيات الكشافة في أداء مهامهن بنفس العزيمة والحماس، مؤمنات بأن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد تجربة تطوعية، بل رسالة تحمل في طياتها قيم العطاء والتفاني والإخلاص.
وبينما تتنقل "شهد" و"أسيل" و"هند" مع زميلاتهن بين أروقة المسجد الحرام، يعلمن جيدًا أن كل جهد يبذلنه هنا هو لبنة في بناء مجتمع أكثر تعاونًا ورحمة، حيث يبقى العمل الإنساني هو الرابط الأسمى بين الجميع.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق