قبل فترة، شاهدت فيديو قصيرًا عن أكثر السيارات شيوعًا في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
لاحظت أن السيارات الأكثر استخدامًا تختلف من دولة إلى أخرى. في الواقع، هذا الأمر ينطبق على جميع المنتجات تقريبًا.
لاحظ نوعية النعلان التي نرتديها في سلطنة عمان، أو الألوان السائدة في الملابس، بل حتى الهواتف التي نستخدمها. ستجد أن هذه المنتجات تكاد تكون خاصة بالعمانيين. نحن نشتري ما هو سائد في مجتمعنا، ونشعر بأننا نشذ عن القاعدة إذا خالفنا ذلك.
تخيل على سبيل المثال أنك اشتريت هاتفًا جديدًا من علامة تجارية غير شائعة في السلطنة، ولا يتوافق مع هواتف أصدقائك أو أفراد عائلتك. نتيجة لذلك، لا يمكنك مشاركة التطبيقات، أو إرسال الملفات بسهولة، أو حتى الاستفادة من الميزات التي تعمل فقط بين الأجهزة المماثلة.
قد تشعر حينها أن هاتفك، رغم جودته، أقل فائدة مما توقعت. هذه الأمثلة البسيطة توضح مفهوم «تأثير الشبكة»، وهو مفهوم اقتصادي يعني أن قيمة أي منتج أو خدمة تزداد بزيادة عدد مستخدميها.
نرى هذا التأثير في حياتنا اليومية دون أن ندركه. على سبيل المثال، ستجد صعوبة في التخلي عن تطبيقات مثل واتساب، حتى لو ظهرت بدائل أفضل، لأن الجميع يستخدمونه بالفعل. كذلك، المطعم الذي يزدحم بالزبائن يبدو للناس أكثر جاذبية، بينما قد يترددون في دخول مطعم فارغ، حتى لو كان طعامه أفضل! لاحظ أيضًا أنك عندما تطلب مشورة من حولك حول شراء منتج غير شائع في السلطنة، ستكون الإجابة فورًا: «لكن لا أحد يستخدمه»! هذا التأثير مفيد للمنتجين، لأنه يعزز من قيمة المنتج أو الخدمة. ولهذا السبب، عندما تسيطر شركة على السوق بفضل عدد مستخدميها، يكون من الصعب على المنافسين الجدد اقتحام المجال، لأنهم يفتقدون العنصر الأساسي، أي المستخدمون الذين يمنحون الخدمة قيمتها. لكن تأثير الشبكة ليس إيجابيًا دائمًا.
أحيانًا، قد يؤدي الاعتماد على خدمة ما إلى احتكار السوق، مما يجعل الابتعاد عنها صعبًا حتى لو ظهرت خيارات أفضل.
في النهاية، القيمة الحقيقية لأي منتج أو خدمة لا تأتي فقط من جودته، بل من عدد الأشخاص الذين يستخدمونه ويتفاعلون معه. ربما لهذا السبب نجد أنفسنا ننجذب إلى الأماكن المزدحمة، ونشعر أن الأشياء تصبح أكثر أهمية عندما يستخدمها الجميع!
0 تعليق