ريادة التميز

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عيسى هلال الحزامي

* التميز الرياضي في الشارقة ليس مجرد هدف، إنما هو ثقافة عامة تحكم عمل كل الأندية، ولذا عندما بادرنا إلى استئناف دورات جائزة التميز التي توقفت اضطرارياً بسبب جائحة كورونا، ارتأينا أن تعود بثوب جديد يواكب كل ما شهدته الساحة من مستجدات وتقنيات وتحديات، وكذلك كل ما شهدته من صنوف الجوائز الأخرى التي تكافئ المتميزين في الرياضة وسواها من المجالات، كما راعينا في مرجعيتها استراتيجية الدولة وتوجهاتها، وأيضاً استراتيجية الإمارة ورؤيتها، فكانت المحصلة في النهاية منظومة ببرنامج حافل يكافئ كل المبدعين في أدائهم ونتائجهم، والأهم أن التميز لم يعد وحده معيار المفاضلة وإنما الريادة والتفوق بالمقام الأول، ومن هنا جاء مسماها الجديد «جائزة الشارقة لريادة التميز».

* وبالطبع ما كان لهذه الجائزة أن تولد من البداية، أو أن تعود عجلتها للدوران من جديد لولا النهج القويم الذي وضعه لنا الوالد والقائد الحكيم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث الاعتبار الأول للإنسان بقيمه ومبادئه قبل إمكاناته وقدراته، فوفق هذا المنهج تحقق الرياضة رسالتها كوسيلة وغاية معاً، كما تصبح ثقافة التميز ثقافة سائدة مستدامة.

* وقد جاءت المعايير الفنية التي اعتمدتها اللجنة المشرفة على الجائزة متماشية مع كل هذه الاعتبارات، لتكافئ الأندية والمديرين التنفيذيين والموظفين بمختلف التخصصات، كما أضافت مؤخراً فئة جديدة تخص الجنود المجهولين الذين يعملون من خلف الكواليس، حتى لا يكون هناك جهد مهم من أي نوع غير محسوس أو غير مقدر، ووفق البرنامج الزمني للجائزة، سيتم استلام ملفات الترشح حتى نهاية شهر إبريل، وبعدها تبدأ عمليات المفاضلة والتحكيم، وفي شهر يونيو المقبل، بإذن الله، سنحتفل جميعاً بتتويج الفائزين بدورتها الأولى.

* أخيراً وليس آخراً.. فمن الأهمية بمكان تأكيد مبدأ مهم يحكم عملنا في المجلس الرياضي، ألا وهو أن النجاح مرهون بتضافر الجهود والعمل بروح الفريق، فالجائزة في جوهرها تستهدف الإدارة بمعناها المطلق الممتد من إدارة الفرد لوقته وإمكاناته وقدراته إلى إدارة النادي لمنشآته ومرافقه وأدواته، ما يعني أن الإنجازات لن تتحقق إلا في إطار يجمع بين التميز الفردي والتميز الجماعي، ولذا فإن القناعة الراسخة لدينا أن البطولات والألقاب تأتي وتذهب ولن تكون حكراً لأحد، لكنها في الوقت نفسه ستظل مقياساً لمدى الالتزام بمتطلبات التفوق والتميز.. هكذا الرياضة.. وهكذا تكون الريادة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق