هل سيتكرر مشهد افتعال الأزمات بالشرق الأوسط؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي إنه أرسل خطاباً لإيران للتفاوض على اتفاق بين البلدين بشأن الأسلحة النووية، وأشار ذلك في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس إنه يريد التفاوض على اتفاق بخصوص البرنامج النووي.

وقبل ذلك بأيام، كشفت وكالة بلومبرغ أن روسيا وافقت على مساعدة إدارة ترامب في التواصل مع إيران بشأن قضايا مختلفة، ومنها برنامج طهران النووي ودعمها لوكلاء في المنطقة مناهضين للولايات المتحدة، وهذا ما أكدته زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى إيران التي تأتي بالتزامن مع الذكرى الثالثة للحرب الأوكرانية وبوجود إدارة أمريكية جديدة مما يعني إعادة وتقييم الحسابات الجيوسياسية لموسكو وتحديداً بعلاقاتها مع إيران.

في المقابل، شهد الإعلام الإسرائيلي فوضى كبيرة عندما كشفت مصادر مصرية عن وجود مباحثات مباشرة بين إدارة ترامب وحماس بشأن تبادل الرهائن في غزة من دون علم الحكومة الإسرائيلية، وهذا جعلهم يستذكرون المشهد عندما أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق النووي مع طهران في إدارة أوباما من دون إشراك تل أبيب بتلك المباحثات.

ومن الجانب الآخر، انتقد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في لقائه مع المسؤولين تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب في حال رفض طهران الدخول في مفاوضات الاتفاق النووي، وهذا ما أكده وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة فرانس برس أن طهران لن تتفاوض في ظل وجود أقصى قدر من العقوبات.

وبذات الوقت، أكد عبدالملك الحوثي زعيم ميليشيا الحوثيين الإرهابية أنهم سيعاودن عمليات التصعيد خلال اليومين المقبلين في حال عدم الدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل مساعي تؤكد بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والذي من المتوقع وضع اللمسات النهائية على هذه التفاهمات بعد زيارة مبعوث البيت الأبيض ستيف، ويتكوف المرتقبة إلى الدوحة مساء يوم غد الثلاثاء.

وبناءً على المعطيات، من الواضح أن إدارة ترامب تقوم بإعادة ترتيب الأوراق بالشرق الأوسط من دون النظر إلى الدول الفاعلة في المنطقة، وهذا الأسلوب قد اتبعه في ولايته الأولى، وسبقه باراك أوباما، ونتج عن ذلك أزمات متعاقبة منها زيادة النفوذ الإيراني وظهور خلايا إرهابية وعدم الاستقرار، السؤال الذي ستكشفه الأيام المقبلة، هل سيتكرر المشهد بصورة مماثلة وبنفوذ دول أخرى بالشرق الأوسط لمعاودة افتعال الأزمات، أو أن ذلك تهيئة لمرحلة من النماء والازدهار؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق