أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، على أهمية المجالس العلمية والمناظرات في تشكيل الحضارة الإسلامية، مستشهدًا بمناظرة مشهورة بين الإمام سيبويه والإمام الكسائي، والتي تعد واحدة من أبرز المناظرات النحوية في التاريخ الإسلامي.
وأوضح الشيخ مصطفى ثابت، خلال حلقة برنامج "حضارة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاحد، أن هذه المناظرة لم تكن مجرد منافسة علمية، بل كانت نموذجًا للاهتمام بالعلم والدقة في اللغة، حيث احتكم العالمان إلى العرب الفصحاء لحسم الخلاف بين المدرستين البصرية والكوفيّة.
وأضاف ثابت أن هذه المجالس لم تكن ظاهرة استثنائية، بل كانت جزءًا من تقاليد الحضارة الإسلامية، حيث ازدهرت المناظرات العلمية في قصور الخلفاء وبيوت العلماء وحتى في دور الوراقين التي كانت مراكز لنقل المعرفة وحفظها.
المكتبات
وأشار إلى أن المسلمين لم يقتصروا على المجالس العلمية فحسب، بل اهتموا أيضًا بإنشاء المكتبات العامة والخاصة، حيث كانت المكتبات تُنشأ بتمويل من الأوقاف، مما أتاح للعامة فرصة الاطلاع على الكتب في زمن لم تكن الطباعة قد وُجدت فيه بعد.
كما استعرض نماذج من هذه المكتبات، مثل مكتبة الخلفاء الفاطميين في القاهرة، التي كانت من أعظم خزائن الكتب في العالم الإسلامي، وتضم مئات الآلاف من المجلدات في مختلف العلوم، بالإضافة إلى المكتبات الخاصة التي اقتناها كبار العلماء، مثل مكتبة القاضي إبراهيم بن جماعة، التي ضمت كتبًا نادرة بخطوط مؤلفيها.
واشاد بمكتبة الإسكندرية الحديثة، التي تُعَدّ واحدة من أكبر وأجمل المكتبات في العالم، داعيًا الجميع إلى زيارتها والمساهمة في استمرار حركة الحضارة الإسلامية من خلال التفاعل مع المعرفة والبحث العلمي.
0 تعليق