الكارثة في سيناريو مسلسل «الزافر»، أن كتابته تمت متجاهلةً كل العناصر الانثروبولوجية للإنسان والمكان، فبصرف النظر عن تلك الانتقادات التي طالت اللهجة والديكورات والملابس، يقع المسلسل في مطبات جوهرية تتعلق بواقعية المكان وامتداده الانثروبولوجي، حيث يتضح بسهولة أن العمل لا يهدف إلى تقديم قصة تجذب المشاهد بقدر ما يهدف إلى رسم مجرد صورة على الشاشة تتعلق بأزياء ونمط حياة سكان منطقة معينة لمداعبة خيال من تبقى من (شيبان وكهيل) تلك المنطقة.
خلاصة القول، إن المنطقة تمتلئ بأعمال أدبية وروائية حكت بصدق عن تفاصيل الإنسان والمكان، فعلياً لا أفهم لماذا تم تجاهل كل ذلك الإنتاج الجاهز والقفز إلى كاتب سيناريو لا يمت للمنطقة، ولا تراثها، ولا قيمها، ولا عاداتها بصلة؟ ليأتي ذلك الاستدراك الكسول في مقدمة كل حلقة ليحاول ترقيع فجوة حجمها من أول حلقة إلى آخر المسلسل.
أخبار ذات صلة
0 تعليق