«سبرنجر أوبن»
لطالما اعتُبرت العواطف عاملاً أساسياً في تقبل المعلومات المضللة. الاعتقاد السائد هو أن العواطف القوية تُشوّش على التركيز، ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للأخبار الكاذبة. إلا أن دراسة أجراها مركز علوم التعقيد في فيينا دحضت هذا الافتراض المبسط، كاشفة عن الدور المعقد والمتعدد الجوانب الذي تلعبه العواطف في تشكيل تصوراتنا وعمليات اتخاذ القرار.
وخلافاً للاعتقاد السائد، تشير النتائج إلى أن العواطف لا تُعيق التفكير العقلاني فحسب، بل تُؤثر بشكل دقيق في طريقة معالجة الأفراد للمعلومات واستجابتهم لها.
وتشرح د.سارة جونسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة: «يتحدى بحثنا الفكرة المُبسطة القائلة بأن العواطف تؤدي دائماً إلى قبول المعلومات المضللة. فالعواطف تُسهل التفكير النقدي أو تُعيقه، وذلك حسب السياق والاختلافات الفردية».
ووجد فريق د.سارة جونسون أن الأفراد الذين عانوا من حالات عاطفية متفاقمة ليسوا بالضرورة أكثر عرضة للتضليل. بل إن السياق العاطفي الذي تُعرض فيه المعلومات يمكن أن يؤثر بشكل كبير في كيفية إدراكها ومعالجتها. ومن النتائج المهمة الأخرى للدراسة دور التنظيم العاطفي في تخفيف تأثير العواطف على تقبّل المعلومات المضللة. ولاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يجيدون تنظيم عواطفهم أظهروا قدرة أكبر على التكيّف مع المعلومات المضللة.
يُسلّط د.مايكل تشين، أحد المشاركين في الدراسة، الضوء على أهمية الذكاء العاطفي في مكافحة المعلومات المضللة. ويوضح قائلاً: «مهارات تنظيم المشاعر أساسية في التعامل مع المشهد المعقد للمعلومات التي نواجهها يومياً. ومن خلال تعزيز الوعي العاطفي وتنظيمه، يُمكن للأفراد تعزيز قدرتهم على تمييز الحقيقة من الزيف».
للرؤى المُستقاة من هذه الدراسة آثارٌ بالغة الأهمية على جهود مكافحة المعلومات المضللة في عصرنا الرقمي. فبدلاً من اعتبار العواطف عائقاً أمام العقلانية، يُشدد البحث على ضرورة فهم التفاعل المُعقد بين العواطف والإدراك والاستفادة منه في معالجة المعلومات المضللة.
0 تعليق