نير حسون 12/3/2025
من بين مئات آلاف الغزيين الذين ما يزالون يعيشون في مخيمات النازحين، هناك حوالي 12 ألف شخص يعيشون في مخيمات أقيمت بتعاون استثنائي بين منظمة إسرائيلية وجمعية فلسطينية. هذه المخيمات أقيمت في إطار كيبوتسات، مع مطبخ جماعي، تعليم مشترك، تشغيل مباشر لسكان المكان في أعمال مختلفة في المنشأة. قرار إسرائيل بإغلاق جميع المعابر إلى القطاع يعرض للخطر استمرار هذه المبادرة، لأنها تمنع نقل المعدات إلى المخيمات، ويمكن أيضا أن تمنع إقامة مخيمات أخرى، كان مخطط لإقامتها في إطار التعاون الإسرائيلي – الفلسطيني.اضافة اعلان
المشروع بادرت إليه جمعية "الدامور" الفلسطينية، التي يترأسها وزيران سابقان في حكومة سلام فياض، ومعهد العربة، المعهد الأكاديمي الإسرائيلي الذي يعمل في كيبوتس كاتورا في النقب. المشروع تم الدفع به قدما من خلال الإدراك بأن إعادة ترميم مناطق السكن في القطاع، تتقدم ببطء إزاء النقص في المعدات الثقيلة ومواد البناء والتمويل ومنظومة مرتبة لإزالة الكميات الضخمة للانقاض.
في منظمات الإغاثة يعتقدون أنه حتى لو استمر وقف إطلاق النار، وحتى لو رفعت إسرائيل معارضتها لإدخال مواد البناء والمعدات الهندسية، فإنه ستمر سنوات إلى أن يكون بالإمكان العودة إلى الحياة الطبيعية في القطاع. خلال الحرب نزحت الأغلبية من بين الـ2.2 مليون غزي من بيوتهم، معظمهم انتقلوا للسكن في جنوب القطاع. منذ وقف النار عاد مئات الآلاف إلى شمال القطاع وبدأوا بإعادة إعمار مناطق سكنهم. بعضهم اختاروا السكن داخل الأنقاض، أحيانا في خيام وأحيانا في الفضاء الذي تكون بين أكوام الأنقاض.
المنظمات الإنسانية تعمل في الأشهر الأخيرة على التخطيط للفترة الانتقالية، وهو الوضع الذي سيستمر حسب التقدير من 3 – 5 سنوات. خلال ذلك الكثير من سكان القطاع سيعيشون في الخيام أو المباني المؤقتة. "الدامور" ومعهد "العربة" اتصلا بهيئات دولية أخرى في إطار مبادرة باسم "إعادة الأمل إلى غزة"، التي تهدف إلى طرح نموذج للعيش في هذه الفترة.
مدير معهد العربة، الدكتور طارق أبو حامد، الذي عمل في السابق كعالم رئيسي في إسرائيل، قال: "في الأشهر الأولى من الحرب ركزوا في محاولة لمساعدة سكان القطاع على الانتقال من مكان إلى آخر أو المغادرة. وحسب قوله بعد ذلك، أدركوا أن النازحين سيعيشون في خيام لسنوات. لذلك، يجب البدء في العمل على إقامة مخيمات لاجئين دائمة، بما في ذلك المياه والمجاري والطاقة الشمسية وإمكانية تخزين المياه".
حتى الآن تمت إقامة ثلاثة مخيمات في منطقة الجنوب – الوسط، في المواصي والزويدات. المخيمات محاطة بجدران وتتكون من خيام مع مطبخ ومكان للتعلم ومنظومات لتنقية المياه، ومنظومة لمعالجة مياه المجاري ومولدات لإنتاج الكهرباء. في منظمات الإغاثة يأملون في أن يستطيعوا بعد ذلك تحسين الظروف في المكان، ضمن أمور أخرى، استبدال الخيام بالكرفانات والانتقال إلى الكهرباء التي تنتج بالطاقة الشمسية، وربط الخدمات بمنظومة "بيو غاز"، التي تنتج غاز الطبخ.
كان هناك مبدءان رئيسيان وقفا نصب عيني من خططوا لمخيمات النازحين. فهم يصممون على العيش "خارج الشبكة"، أي أنه يمكنهم الاهتمام بأنفسهم على صعيد الكهرباء، المياه والمجاري وما شابه، من دون الاعتماد على البنى التحتية في القطاع التي تم تدميرها في الحرب، والتي لا يتوقع أن تعود للعمل في الفترة القريبة المقبلة. المبدأ الثاني هو أهمية الشراكة. "بما يشبه فكرة الكيبوتسات"، قال مدير معهد العربة، الذي يعمل في داخل كيبوتس.
رؤساء المبادرة يخططون لإقامة خمسة مخيمات إضافية، اثنان في جنوب القطاع وثلاثة في شمال القطاع. أحد هذه المخيمات كان يتوقع إقامته في هذه الفترة في خان يونس، حيث يضم 3500 نازح، لكن حتى الآن إقامته مشكوك فيها في أعقاب وقف إدخال المساعدات. "منذ الأسبوع الماضي جميع المعابر في القطاع مغلقة. الآن على الحدود توجد 720 خيمة وملابس شتوية وفرشات وبطانيات، و3 آلاف رزمة مواد تنظيف، صهاريج مياه، منظومة "ووتر جن" لضخ المياه. في مصر تنتظر منظومات تحلية ومنظومات بيو غاز، قال براك تلمور من معهد "العربة".
إضافة إلى إدخال المساعدات من الطرف الإسرائيلي، فإن معهد العربة يساعد على تجنيد الموارد لهذه المبادرة بالتنسيق مع منسق أعمال الحكومة في المناطق. "هناك أشخاص يقومون بانتقادنا بسبب عملنا مع الإسرائيليين"، اعترف مصدر فلسطيني رفيع، لكنهم يعرفون أننا نساعد الكثير من الأشخاص ويشكروننا على ذلك".
وزيرة الثقافة والشباب السابقة في السلطة، الشريكة في جمعية "الدامور"، تهاني أبو دقة، قالت: "إنه الآن بعد أسبوع على إغلاق المعابر، يتم الشعور بالنقص في القطاع". "شقيقتي قالت لي إن كيلو غاز الطبخ يكلف الآن 120 شيكل، قبل أسبوعين كان يمكن شراء الـ10 كيلو بـ70 شيكل. يوجد نقص في الفرشات والبطانيات والخيام، لم تعد صالحة بعد 15 شهرا. أشعر بأن نتنياهو يريد استئناف الحرب، لأن هدفه ليس فقط تصفية حماس، بل تنفيذ الترانسفير".
0 تعليق