المهددون بـ«النوبات القلبية»!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بداية ندعو للجميع بأن يحفظهم الله، ويجنبهم خطر الأمراض، ويكتب لهم لباس الصحة والعافية الدائم.لكن لابد من تذكير أنفسنا دوماً، من منطلق القول الشهير: «الوقاية خير من العلاج»، والتي تأتي ترجمته الواقعية ببساطة عبر معادلة «لماذا تنتظر حتى يقع الضرر؟! حاول ألا تسمح له بالوقوع».وعطفاً على هذا الكلام، قرأت بالأمس تقريراً خبرياً طبياً مثيراً للاهتمام، قدم لي معلومة جديدة، هي بحد ذاتها صادمة.هنا سأتحدث عن مرض «السكري» بنوعيه الأول والثاني، بناء على هذه الدراسة.اعتقادنا الدائم بأن النوع الأول هو الأخطر من ناحية التداعيات، لكن اتضح بحسب هذه الدراسة أن النوع الثاني يمكن أن يكون أخطر من النوع الأول؛ وتحديداً من ناحية نسبة التعرض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية!ولمن لا يعرف الفرق بين النوعين، فإن التعريف العلمي للإصابة بمرض «السكري» من النوع الأول هو: «الاضطراب المزمن الناجم عن عدم إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين أو إفرازه بتراكيز ضئيلة، حيث تكمن أهمية الهرمون في تعزيز قدرة الجلوكوز على الدخول للخلايا، وإنتاج الطاقة».أما النوع الثاني، فتعريفه العلمي هو: «حالةٌ تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر (الجلوكوز)، وتحدث لأن الجسم لا يُنتج كمية كافية من الإنسولين، أو لأن استجابة الخلايا للإنسولين ضعفت، مما يُسبب تراكم السكر وارتفاع مستوياته في الدم». التعريفان من موقع «الطبي» المتخصص.باختصار، الاختلاف بين النوعين، باعتبار أن الأول سببه نقص الإنسولين، والثاني مقاومة الإنسولين. بالتالي الدراسة التي نشرتها الدورية الطبية المتخصصة لجمعية «تصوير الأوعية الدموية القلبية الوعائية والتدخلات»، كشفت بأن الاختلافات الفسيولوجية بين النوعين تؤثر على القلب والأوعية الدموية بالضرورة، لكن الاكتشاف الصادم هنا، بأن مرضى النوع الأول خطر إصابتهم بنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو انسدادات وعائية أقل من المصابين من النوع الثاني! أي أن الخطر أكبر على المصابين بسكري النوع الثاني.الشروحات الطبية عديدة بحسب الدراسات، لكن الشرح المبسط يكمن في «أسلوب الحياة» ما بين المصابين بالنوعين، ففي حين النوع الأول يعتمدون بشكل أساسي على إبر الإنسولين كعلاج يجب الالتزام به بشكل يومي ووفق جدول معين، يقع المصابون بالنوع الثاني في خطر أكبر من خلال «الاستهانة» بالعلاج، ونسيان أنهم أصلا «مرضى سكري».هذه الاستهانة تكون عادة من خلال عدم الانتظام في تناول أقراص السكر، ونسيان أن هذا المرض مزمن، وسيظل معك للأبد. إضافة إلى الاستهتار في النظام الغذائي، بحيث لا يكون هناك حساب لتناول المواد التي تتضمن سكريات أو نشويات وغيرها؛ مما ترفع نسبة السكر. والأدهى هو غياب نظام رياضي روتيني يومي وإن كان بسيطاً، إذ يشير الأطباء إلى أن ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، قد تحقق فائدة كبيرة للمصابين، دون أن يدركوا ذلك.قد يستاء البعض من طرح هذا الموضوع، ونتفهم ذلك تماماً، إذ الإنسان لا يريد أن يعيش في مخاوف، والبعض يحاول حتى تجنب التفكير فيها، لكن في المقابل لابد وأن يدرك الإنسان أهمية «الوقاية العلاجية والصحية» وأهمية «الالتزام» بالأمور المرتبطة بنظامه الصحي والغذائي الخاص، لأن تجنب التعرض للمضاعفات والتداعيات هو الأهم في مرحلة أولى من التعامل لاحقا مع «وقوع الأزمة»، إذ سيكون الواقع العلاجي أكثر تعقيداً، وهو الذي كان بالإمكان عدم ترك الفرصة له ليقع.عافانا الله وإياكم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق