دراسة صادمة: الجسيمات البلاستيكية تغذي مقاومة البكتيريا للمضادات

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال باحثون إن تلوث الجسم بالجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد يعزز قدرة البكتيريا والفيروسات على مقاومة مضادات الحيوية.

وأعلن باحثون في جامعة بوسطن يوم الثلاثاء 11 مارس أنهم "صدموا" عندما لاحظوا أن مقاومة البكتيريا لمضادات الحيوية تتعزز عند تعرضها لجزيئات البلاستيك الدقيقة (وهي جسيمات صغيرة تنشأ من المنتجات البلاستيكية الكبيرة والنفايات الصناعية).

وأشارت نيلا غروس، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة بوسطن، في بيان حول هذا "الاكتشاف المذهل": "يوفر البلاستيك سطحا تلتصق به البكتيريا وتستعمره".اضافة اعلان


وتساعد هذه النتائج في تسليط الضوء على قضية رئيسية تواجه المتخصصين في المجال الطبي.


ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، في عام 2019، كانت مقاومة البكتيريا لمضادات الحيوية مسؤولة بشكل مباشر عن 1.27 مليون حالة وفاة، وساهمت في وفاة ما يقارب 5 ملايين شخص حول العالم.


وتأتي هذه المشكلة بتكاليف اقتصادية كبيرة، حيث تتوقع تقديرات البنك الدولي أن مقاومة مضادات الحيوية قد تؤدي إلى تكبد قطاع الرعاية الصحية تكاليف إضافية تصل إلى تريليون دولار خلال الـ25 عاما القادمة.


وبالطبع، فإن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة لها تكاليفها الصحية الخاصة، على الرغم من أن تأثيرها الكامل على جسم الإنسان ليس واضحا تماما. وقد أظهرت دراسات حديثة وجودها في قلوبنا وأدمغتنا وحتى أعضائنا التناسلية.

كما تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد تكون مرتبطة بالخرف. وأصبحت هذه الجزيئات الصغيرة منتشرة في جميع أنحاء بيئة الأرض، ويتعرض لها البشر من خلال المنتجات الحيوانية، والأواني البلاستيكية، والماء، وحتى الهواء.


وعندما تتحور البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات بمرور الوقت، يمكن أن تتوقف عن الاستجابة للأدوية، ما يجعل علاج الالتهابات أكثر صعوبة ويزيد من خطر انتشار الأمراض والوفيات. ويعد سوء استخدام مضادات الحيوية والإفراط في استخدامها ضد هذه الكائنات من العوامل الرئيسية في تطور الكائنات المقاومة للأدوية المسببة للأمراض.


وتقول منظمة الصحة العالمية إن البشرية تواجه ما تسميه "أزمة في خط إنتاج مضادات الحيوية والوصول إليها"، وذلك بسبب نقص البحث والتطوير في مواجهة مستويات مقاومة متزايدة.


كما تؤثر مقاومة مضادات الحيوية بشكل غير متناسب على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تتفاقم أسبابها وعواقبها بسبب الفقر وعدم المساواة.


ويشير محمد زمان، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في كلية الهندسة بجامعة بوسطن، إلى أن "مقاومة مضادات الحيوية كانت تعزى تاريخيا إلى سلوك المريض"، مثل عدم الالتزام بتعليمات تناول الأدوية (عدم تناول الجرعات الموصوفة أو إيقاف العلاج قبل انتهاء المدة المحددة). ومع ذلك، يقول إن هناك عوامل أخرى تلعب دورا كبيرا في زيادة مقاومة مضادات الحيوية، وهي عوامل بيئية لا يمكن للفرد التحكم فيها.


ويؤكد زمان أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات معينة (مثل المناطق الفقيرة أو الملوثة) يتعرضون بشكل أكبر لخطر العدوى المقاومة لمضادات الحيوية، دون أن يكون لهم أي دور في ذلك.


وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، اختبر مختبر زمان كيف تفاعلت بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) — وهي بكتيريا معروفة بتسببها في الأمراض المنقولة بالغذاء — عند وضعها في بيئة مغلقة مع جزيئات بلاستيكية دقيقة. وعندما تلتصق البكتيريا بأي سطح، فإنها تخلق مادة لزجة تعمل كدرع، تحمي نفسها وتثبتها بشكل آمن على السطح.


وفي الاختبارات، لاحظ العلماء أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة عززت هذا الدرع بشكل كبير لدرجة أن مضادات الحيوية لم تتمكن من اختراقه.


وقالت غروس: "وجدنا أن الأغشية الحيوية على الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، مقارنة بأسطح أخرى مثل الزجاج، تكون أقوى وأسمك، مثل منزل به عزل حراري كثيف. كان الأمر مذهلا".


وأجرى العلماء التجربة عدة مرات، لكن النتائج ظلت متسقة، حيث أصبحت البكتيريا المعرضة للجزيئات البلاستيكية الدقيقة مقاومة لأنواع متعددة من مضادات الحيوية الشائعة المستخدمة لعلاج الالتهابات.

وأفاد زمان: "نوضح أن وجود البلاستيك يفعل أكثر بكثير من مجرد توفير سطح تلتصق به البكتيريا، إنه يؤدي بالفعل إلى تطور كائنات مقاومة".


وتتمثل الخطوة التالية في فهم كيف تنطبق هذه النتائج على العالم الخارجي، وتحديد الآليات التي تسمح للبكتيريا بالالتصاق بالبلاستيك، على الرغم من أن المؤلفين أشاروا إلى أن البلاستيك الذي يبدأ في امتصاص الرطوبة بمرور الوقت قد يمتص مضادات الحيوية قبل أن تصل إلى البكتيريا المستهدفة. إندبندنت

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق