
علي سعادة
قبل غزة لم يكن العالم يعرف الكثير عن مدى قوة تغلغل الحركة الصهيونية في العالم وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، كل ما كان ينشر كان يتعلق ببعض الخطوط الرئيسية وبمدى قوة هذا اللوبي المالية وفي شراء الذمم.
لكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تكشفت للعالم ولجزء مهم من الشعب الأمريكي وبشكل خاص جيل الشباب وجيل زد، الحقيقة المرة والقاسية والمخزية، وهي أن اللوبي الصهيوني يمسك بجميع تفاصيل المفاصل المهمة في حياة المواطن الأمريكي.
وبأن أمريكا مختطفة من قبل الصهاينة وبأنها تحولت إلى أداة لخدمة السياسية الإسرائيلية حتى وأن كان على حساب المصالح الأمريكية، أو تضاربت مع مصالحها، الأولوية هنا لدولة الاحتلال ومصالحها هي تأتي أولا وليس أمريكا حيث أصبح شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أمريكا أولا” مثيرة للسخرية والتهكم.
اكتشف الأمريكي بأن غالبية أعضاء الحكومة الأمريكية، سواء كان الرئيس جمهوري أم ديمقراطي، هم من الصهاينة المتطرفين، وبأنهم يتواجدون بكثافة في المواقع القيادية في هذه الحكومة لتي تعتمد غالبا على تقاريرهم واستشاراتهم وتحقيق رغباتهم.
واكتشف أيضا بأن غالبية مؤسسي ومالكي وقادة وسائل الإعلام هم من الصهاينة، ولا تكاد توجد وسيلة إعلام واحدة تخلو من صهيوني في هيئة التحرير أو أحد كتابها ومحلليها الرئيسيين.
واكتشف أن هوليوود عاصمة السينما الأمريكية والغربية مسيطر عليها تماما من قبل الصهاينة ورأس المال الصهيوني الذي يتحكم في هذه الصناعة المهمة جدا، ويوجهها لخدمة المشروع الصهيوني.
واكتشف بأن قطاع المصارف يسيطر عليه المال الصهيوني، وشركات تصنيع الأسلحة في خدمة جيش الاحتلال بدء من الرصاصة و البوسطار العسكري وانتهاء بالصاروخ الذي يزن 2000 طن.
وبأن الجامعات مخترقة من الصهاينة وبأنهم يضعون حلفائهم في المناصب القيادية في هذه الجامعات وفي كلياتها ومعهدها.
واكتشف بأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) اشترت غالبية النخب السياسية في أمريكا وبشكل عام المشرعين في الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ، وبأن هؤلاء يقدمون مصالح دولة الاحتلال على حساب مصالح المواطن الأمريكي.
واكتشف بأن أموال دافعي الضرائب تذهب لشن حروب عبثية لا مصلحة لأمريكا في إشعالها، في افغانستـان والعراق وغيرها، وتذهب لدعم حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة الغربية التي يشنها جيش الاحتلال الذي اكتشف العالم بأنه جيش بلا أخلاق وبلا قيم وعبارة عن عصابة ومافيا بلباس عسكري.
وفي كل يوم هناك سر يكشف وحقيقة كانت غائبة تقفز حاضرة أمام الجميع وهي أن أمريكا مختطفة ومحتلة من الصهاينة المرتزقة ومجرمي الحرب، وبأنها بحاجة إلى تحرير من ربقة هذا الفاشيين والنازيين الجدد الذين يحتلون أراض عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.
0 تعليق