Local

-OneArabia

تُعد القرى الطينية القديمة في المملكة العربية السعودية شاهدًا على تاريخ البلاد الغني، إذ تُظهر براعة أجدادها. تُبرز هذه القرى، ومنها قرية "لينا" الواقعة على بُعد 105 كيلومترات جنوب رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، فن العمارة التقليدية التي صمدت على مر الزمن. استخدم القرويون مواد طبيعية كالطين وسعف النخيل والحجر لبناء منازل تتكيف مع بيئتهم.

ابتكر سكان هذه القرى التاريخية، مثل قرية "لينا"، حلولاً معمارية متفاعلة مع محيطهم. بنوا منازل متماسكة باستخدام الموارد المتاحة، مع مراعاة ملاءمتها للظروف المناخية المحلية. تميزت هذه المنازل بتقسيمات وظيفية دقيقة، شملت غرف النوم والمطابخ وغرف المعيشة. وشكّلت الساحات الداخلية مساحات مركزية للحياة اليومية.

على مر الأجيال، صقل القرويون مهاراتهم اليدوية لتطوير تقنيات بناء متقدمة ضمن إمكانياتهم المحدودة. نتج عن ذلك مبانٍ لا تزال صامدة رغم مرور العقود. يتضمن التصميم واجهات مقاومة للأمطار وجدرانًا مُدعّمة بمزيج من الحجر والطين. وُضعت الفتحات المعمارية في مواقع استراتيجية تُراعي حركة الشمس.

"لينا" ليست مجرد مجموعة من المعالم الصامتة؛ بل هي بمثابة متحف مفتوح يعكس الهوية الثقافية للمنطقة. يمكن للزوار استكشاف هذه المواقع التراثية للتعرف على الحياة اليومية لأسلافهم. تساهم هذه القرى بشكل كبير في السياحة المحلية والدولية، من خلال مزجها بين السرديات التاريخية والتجارب التفاعلية المناسبة للزوار المعاصرين.

تتجاوز أهمية القرية روائعها المعمارية، فهي تُتيح رحلة استثنائية إلى الماضي، مع تلبية احتياجات الحاضر. بساطة هذه المباني لا تُعيق الإبداع، بل تُلهم حضارة إنسانية راسخة.

تنتشر هذه القرى التراثية كاللؤلؤ في صحراء المملكة العربية السعودية، معززةً بذلك السياحة بدمج قصص الماضي بتجارب شيقة تُثري حياة زوار اليوم. وتقف قرية "لينة" والقرى الطينية المشابهة شاهدًا على إرث معماري فريد لا يزال يُلهم.

تكمن جاذبية هذه القرى الطينية القديمة الدائمة في قدرتها على إبراز إبداع الإنسان من خلال تصاميم بسيطة وفعّالة. تُذكّرنا هذه القرى بأن الإبداع يزدهر حتى في البساطة، مُلهمةً أجيال المستقبل.

With inputs from SPA

Story first published: Saturday, March 15, 2025, 1:00 [GST]