
السبيل – الأناضول
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، السبت، أن بلاده لا يمكن أن تستقر وتزدهر في ظل استمرار التوتر على حدودها الجنوبية مع “إسرائيل”.
جاء ذلك في كلمة خلال حفل إفطار نظمته دار الفتوى في أيام الرحمة من شهر رمضان المبارك ببيروت وذلك للمرة الأولى بعد توقف قسري لسنوات وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وقال عون وفق ما نقلت عنه الوكالة: “في خضم التحديات التي يواجهها وطننا، يبرز موضوع تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار (مع إسرائيل) كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا”.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان و”إسرائيل”، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل”.
وأضاف عون: “لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية (مع إسرائيل)”.
وأردف: “لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم”.
وتابع عون: “هذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ”.
ولفت إلى أن “إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت “إسرائيل” عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 شهيدا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ارتكبت “إسرائيل” أكثر من ألف انتهاك له، ما أسفر عن 87 شهيدا و285 جريحا على الأقل، وفق إحصاء استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت “إسرائيل” من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وتزعم إسرائيل أن سبب بقائها في 5 تلال هو عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول “الخط الأزرق”.
ومنذ عقود تحتل “إسرائيل” أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
0 تعليق