أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التعبير القرآني في وصف الضيق يتفوق على كل التشبيهات البلاغية التي وردت في كلام العرب شعرًا ونثرًا، موضحا أن العرب استخدموا تشبيهات حسية لتصوير الضيق، مثل قولهم إن الأرض أصبحت كحَلَقة الخاتم في الضيق، أو قولهم "أضيق من ظل الرمح" و"أضيق من سم الخياط"، لكن القرآن الكريم ارتقى بهذا التصوير إلى مستوى أعلى من البلاغة والإعجاز.
واستشهد رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، بالآيات الكريمة: "وضاقت عليكم الأرض بما رحبت" و"وضاقت عليهم أنفسهم"، مشيرًا إلى أن القرآن لم يكتفِ بالتشبيه، بل جعل الضيق نفسه حقيقة ملموسة، مما يعكس شدة الموقف الذي عاشه المخاطبون في تلك اللحظات. وأكد أن حذف المشبه واستعارة المشبه به يجعل المشبه من جنس المشبه به، وهو ما حدث في هذه الآيات، حيث لم يكن الضيق مجرد تشبيه، بل كان حقيقة نفسية وواقعية عاشها الصحابة الكرام.
وأضاف أن القرآن الكريم أبدع في الجمع بين الضيق والرحابة في آنٍ واحد، مما يعكس إحساسًا أعمق بالمحنة التي مر بها المخاطبون في الآيات، مؤكدًا أن هذا التميز البياني لا يمكن مقارنته بأي من صور البلاغة في كلام العرب، فهو تعبير معجز يعجز عنه البشر.
0 تعليق