بورتريه..الشيخ الخليلي صوت حر من عُمان بوصلته المقاومة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

علي سعادة

من دعاة التسامح الديني ويعمل جاهدا لضمان الانسجام بين المدارس الدينية المختلفة .رفع عناصر من “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، صورته أثناء تسليم جثامين إسرائيليين إلى لجنة الصليب الأحمر، كما وضع اثنان من المقاتلين علم سلطنة عُمان على صدريهما وكتفيهما، تقديرا لموقفه الداعم للقضية الفلسطينية.

ولد أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي عام 1942 بمحلة مفنيستي بجزيرة زنجبار، وكانت آنذاك جزءا من عُمان، حيث كان يعمل والده في التجارة أيام الحكم العماني قبل أن يعود للسلطنة موطنه الأصلي بعد حدوث الانقلاب في زنجبار مطلع ستينيات القرن الماضي.أول مكان قصده بعد أن وصل إلى عُمان هي مدينة بهلا موطن آبائه وأجداده، حيث استقر فيها مدرسا في جامع القرية، وبعدها طُلب إلى مسقط ليدرس في مسجد الخور بالعاصمة مسقط، وهو الأمر الذي سمح له بملازمة مفتي السلطنة آنذاك الشيخ إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري، الذي وصفه بالمنفتح على العالم من خلال مطالعة الصحف والاستماع إلى الإذاعة.درس أحمد الخليلي، القرآن الكريم والعلوم الدينية والعربية في زنجبار وعُمان على يد عدد من المشايخ. لم يلتحق بالمدارس النظامية ولكنه تلقى العلوم الأساسية على يد والديه في زنجبار وحفظ كتاب الله في سن مبكرة، وتلقى علوم الدين واللغة على يد مشايخه العرب في شرق إفريقيا.عين في عام 1974 مديرا للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وفي العام التالي عين في منصب مفتي سلطنة عُمان بدرجة وزير.

تولى مهمة المفتي وعمره 33 عاما، وكانت أولى المهام التي عمل بها مواجهة المد الشيوعي في المنطقة من خلال الدخول في حوارات مطولة مع الشباب المتأثرين بالشيوعية حينها.كما شغل رئاسة مجلس إدارة مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية، والرئاسة الفخرية لكلية والرئاسة الفخرية لكلية العلوم الشرعية، كما كان رئيسا للجنة المطبوعات بوزارة التراث والثقافة، وعضو مجلس أمناء جامعة نزوى بعُمان.

وشغل عضوية مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مؤسسة آل البيت بالأردن، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.كتب الكثير من الكتب في التفسير والعبادات والفتاوى، بالإضافة إلى تقديمه عديد المحاضرات والدروس في تفسير القرآن الكريم، وفي الفتاوى العامة.

ومن أعماله كتاب “جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل”، “الحق الدامغ”، “الفتاوى”، “فتاوي العقيدة”، “شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد”، “الاستبداد مظاهره ومواجهته”، “الحقيقة الدامغة”، “اختلاف المطالع وأثره على اختلاف الأهلة”، “وسقط القناع”، “إعادة صياغة الأمة”، “زكاة الأنعام”، “الاجتهاد”، “المحكم والمتشابه”، “العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع”، “عوامل تقوية الوحدة الإسلامية في الشعائر الدينية”، “تصحيح مفاهيم خاطئة”، “امة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا”، “برهان الحق”، “مصرع الإلحاد ببراهين الإيمان”.كما شارك في عدد من البحوث العلمية في مؤتمرات وندوات متخصصة، طبع منها بحث بعنوان “أثر الاجتهاد والتجديد في تنمية المجتمعات الإسلامية”، وبحث “القيم الإسلامية ودورها في حل مشكلات البيئة”، وبحث بعنوان “البعد السياسي لأسباب الفقر”.

له مجموعة من الفتاوى المطولة تناقش قضايا مهمة طبع بعضها، كما نشرت له مجموعة من الحوارات والمحاضرات والخطب تتحدث حول: “إعادة صياغة الأمة”، “الدين والحياة”، “وحي المنابر”، “المواهب السنية في الخطب الجمعية”، بالإضافة إلى سلسلة من المحاضرات في العقيدة والفكر الإسلامي.وعن تحول سلطنة عُمان لمركز المذهب الإباضي، وطريقة تعامله مع المحيط المتعدد المذاهب، أكد الخليلي أن جذور المذهب تعود لعام 130 هجرية، وأن المذهب يتعامل مع الجميع بانفتاح إلا 3 أصناف، وهم مشرك بالله وعابد وثن، أو كافر من أهل الكتاب، أو إمام جائر متسلط على رقاب الناس.

الخليلي درس علوم الدين مع طلاب مذاهب الشافعية والمالكية والحنفية، ودرس التراث الشيعي، والفتوى في الإباضية مستمدة من القرآن والسنة وإجماع أهل العلم من أصحاب الاختصاص.وأضاف أن الإباضية لا تطلب من أحد غير الشهادتين، وتعتبر كل من ينطق بالشهادتين أخا يجب رعايته، مؤكدا أن الإباضي لا يوالي الحاكم بل يرفضه إن لم يحكم بشرع الله، مستنكرا قول بعض العلماء بمنع الخروج على الحاكم حتى لو خرج يزني على الهواء المباشرة، مشيرا إلى أن المذهب الإباضي لا يريد إلا الحكم بما أنزل الله وإقامة العدالة ومنح الناس الحرية.

الشيخ الخليلي، كان صوتا عربيا وإسلاميا حرا يتحدث بشجاعة فائقة على منصات التواصل الاجتماعي بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أو ما يعرف فلسطينيا بـ”طوفان الأقصى”.يعتقد الخليلي اعتقاد راسخا أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة فلسطين، وكل مسار آخر مرفوض، وكل الاتفاقيات لم تجد نفعا، وإنما هي استهلاك للوقت.

وخلال حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، صدرت عن مفتي عُمان سلسلة فتاوى تحض على الجهاد وتدعم المقاتلين دفاعا عن غزة. ومن مواقفه اللافتة في منشور على منصة “إكس” شبه الحرب على قطاع غزة بغزوة الأحزاب، المعروفة في التاريخ الإسلامي بغزوة الخندق، في تصريح لقي إشادة وحفاوة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي قائلا :”ما أشبه ما يحصل لإخواننا في غزة نتيجة الإجرام الصهيوني المدعوم من دول الطغيان بما كان في غزوة الأحزاب، وما أشبه حال منافقي اليوم بمنافقي الأمس، وقد تمايزت الصفوف في ذلك الموقف العصيب كما تمايزت صفوف اليوم “.

ولفت إلى أن “الأخوة الإسلامية، والعربية، تقتضي التعاون والاتحاد في استنفار كل الطاقات الخيّرة والوسائل الشريفة لمواجهة هذا الكيان الهمجي الذي لا يرعوي بالمواثيق الدولي، ولا يلتفت إلى الحقوق الإنسانية”.ووصف صمود مقاتلي المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال بـ”صمود الجبال الرواسي”.

وأضاف “ولم توجف قلوبهم أو يزلزل أركانهم التهديدات والأراجيف بل صمدوا صمود الجبال الرواسي حتى تحطمت بصلابتهم أسطورة الأعداء فردوا على أدبارهم مقهورين”.ويواصل الشيخ الخليلي (83 عاما) مواقفه الشجاعة في مساندة المقاومة لا يكل ولا يمل، رافعا صوت العقل والحكمة في التقريب بين المذاهب الإسلامية وإيجاد القواسم المشتركة بينها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق