رائد برقاوي
تتقن دولة الإمارات العربية المتحدة فن البناء بكل أشكاله.ولذلك أصبحت شريكاَ دولياً موثوقاً حينما تتعلق المسألة بالتنمية البشرية والبنية التحتية التقنية والمستقبلية
وفتحت الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بما لديه من حضور عالمي كبير إلى الولايات المتحدة في الربع الأخير من العام الماضي، الباب واسعاً أمام علاقات أمتن بين الجانبين، وهي العلاقات التي تعود إلى عقود مضت منذ تأسيس دولة الاتحاد في سبعينات القرن الماضي.
وإذا عدنا لتفاصيل زيارة سموه إلى واشنطن آنذاك، والتي شملت لقاءات عدة حول القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية، فإن التركيز الأساسي للزيارة التي حملت عنوان «المستقبل» انصبّ على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، فهذا الجانب يمثل أولوية لدولة الإمارات في كل قطاعات الحياة، فهو الأداة الأساسية لمرحلة جديدة من التطور.
سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، سيبدأ اليوم زيارة إلى أمريكا، تعتبر حدثاً مهماً في العلاقات الثنائية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والبناء على ما حققته زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، فإلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة التحديات الإقليمية الراهنة، سيعقد سمو الشيخ طحنون بن زايد اجتماعات عدة مع قادة التقنيات الحديثة ورؤساء الشركات.
الشيخ طحنون بن زايد الذي يشرف ويتابع بشكل يومي، الملف التقني في الإمارات، أخذ على عاتقه مهمة مواكبة ومشاركة الإمارات للعالم المتقدم في هذا المجال، فسموه يؤمن أن بإمكان الإمارات بما تمتلكه من إمكانات بشرية مؤهله، وقدرات تقنية وإدارية، أن تكون شريكاً فاعلاً وموثوقاً للعالم في التقنيات الحديثة التي أصبحت الآن لغة العصر ووقوده اليومي نحو التطور والازدهار.
نجح سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رغم مشاغله في مهامه الأساسية، وإدارته لأضخم المؤسسات العالمية انطلاقاً من أبوظبي، في بناء قاعدة واسعة من الشراكات والعلاقات مع كبار صانعي القرار ومسؤولي شركات التقنية العالمية وتحديداً الأمريكية، فهو يلتقيهم ويتباحث معهم بشكل شبه يومي، فيما نجح في تكوين فريق عمل مؤهل قادر على التعاطي مع المستجدات التقنية لناحية نقلها والتعامل معها وتمكينها في الإمارات، وحتى تصديرها إلى دول عدة في الخارج.
خيار التطور التقني قرار اتخذته الإمارات، وهو أولوية أساسية لمستقبلها، وأمنها الاقتصادي وازدهارها المقبل، وستبحث عنه وتشارك فيه بكل بقاع العالم، وهي رغم أنها ليست مستعدة للتخلي عنه، والمجاملة فيه، مدركةٌ في الوقت ذاته أن الطريق ليس سهلاً، بل مملوءٌ بالصعاب والتحديات، وقد قبلت التحدي لتحقيقه، بما يوفر الاستدامة لأجيالها المقبلة.
الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة، هما عماد تطور اقتصاد الإمارات، وتأثيرهما سيزداد ويكبر في المستقبل الذي بدأ بالأمس، ولهذا لا بد من امتلاكهما بقوة، والمشاركة بتطويرهما انطلاقاً من الإمارات بصفتها الراعي الرئيسي وعاصمتهما في الشرق الأوسط المقبل على تحولات كبرى.
ومثل هذه الملفات المرتبطة بالمستقبل والذكاء الاصطناعي يقودها سمو الشيخ طحنون بن زايد بذكاء.وباسلوب العارف المدرك لأهمية هذه الثورة التقنية التي تتقدم فيها دولة الإمارات بقوة حاملة لواء المعرفة والاستثمار ومن خلال شركات كبرى تتصدرها «إم جي إكس» التي تقوم بدور فاعل في تطويع علاقات الشراكة لتحقيق الهدف الأول الذي يتمثل في رفاه شعوب العالم.
0 تعليق