
مضى أكثر الشهر الكريم من رمضان وقد صامه أغلب الناس فهل يا ترى حققنا الهدف من الصيام؟
للقارئ الكريم أن يسال ما الهدف من الصيام؟.
الهدف جلاه القرآن الكريم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
فالهدف من الصيام إذن هو تحقيق التقوى.
والتقوى باختصار شديد هي الاستسلام لله والانقياد له جل وعلا وذلك بفعل الأوامر وترك النواهي عن إخلاص كامل لله سبحانه وتعالى.
فهل يا ترى أثر علينا الصيام وحققنا الهدف منه؟
وعلى سبيل المثال نسأل أنفسنا هل يا ترى انتهينا عن الغيبة والنميمة والحقد والحسد والغل والكبر ؟
هل يا ترى وصلنا ما أمر الله به ان يوصل من صلة للأرحام ؟
هل يا ترى تركنا الغش في التجارة والتطفيف في الميزان والاحتكار ؟
هل يا ترى زكينا أموالنا؟
هل يا ترى امتنعنا عن الرشوة والمحسوبية؟
هل عطفنا على الفقراء والمساكين وأحسنا إليهم؟
هل شعرنا بمخافة الله ومراقبته في كل خطوة نخطوها؟
هل غرس فينا الصيام بر الوالدين وتوقيرهما؟
هل تخلينا عن عصبية العشيرة والقبيلة أم انها ما زالت تعشش في قلوبنا؟
هل أثر فينا الصيام بحيث يجعلنا نعقد العزم على الاستمرار في ارتياد المساجد بعد انقضاء الشهر الكريم ؟
هل تدبرنا معاني القرآن الكريم أثناء تلاوتنا له في الشهر الفضيل كي نترجمها في واقع حياتنا أم أنها مجرد تلاوة ختم لكافة الأجزاء؟
هل تخلينا عن متابعة توافه الأمور من مسلسلات هابطة وأغان ماجنة؟
هل يا ترى ما زال ولاؤنا وفق أهوائنا أم هو ولاء خالص لله ولرسوله
صلى الله عليه وسلم ؟.
هل…؟…هل؟…هل؟
أم ما زال صيامنا مجرد امتناع عن الأكل والشرب والجماع فقط وبذلك يكون مثلنا مثل المثل البغدادي (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)؟!!
أيها الصائمون تذكروا دائما الهدف من الصيام من تحقيق التقوى وتهذيب للنفس كي تفوزوا بالأجر العظيم عند الله، ويكون مصيركم دخول الجنة من باب الريان الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصائمين .
أسال الله العلي القدير ان نخرج جميعا من هذا الشهر الكريم وقد كسانا الله سبحانه وتعالى بحلل التقوى لتملأ قلوبنا وتزين حواسنا وأعمالنا وأقوالنا …. اللهم آمين يا رب العالمين.
0 تعليق