مارس 17, 2025 5:02 م
كاتب المقال : علي سعادة

علي سعادة
بنيامين نتنياهو دفن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة والذي جرى برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، ثم أهال، المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، التراب على الاتفاق بطرحه اتفاقا جديدا رفضته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي أكدت بأن المطلوب هو الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية، والتي تنصل منها نتنياهو، وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية.
حديث ويتكوف عن خطته الجديدة كان على شكل تهديد ناصحا “حماس” بأن تكون “أكثر عقلانية” وأن تشاهد ما فعلته الضربات الأميركية باليمن، على حسب قوله، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على الأراضي اليمنية والتي أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى.
ويتكوف يرفض مقترح “حماس” بشأن وقف إطلاق النار، ويزعم بأنه “لا يصلح أن يكون منطلقا للتفاوض”، متوعدا المقاومة بقوله “أمامهم الآن فرصة، لكنها تشارف على الانتهاء”، ويبدو أنه يشير إلى منح جيش العصابة باستئناف القتال وقصف وتدمير ما تبقى من قطاع غزة.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من آذار الحالي من دون توافق بشأن المراحل التالية.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف نيسان القادم، دون تحقيق أهم مطالب المقاومة وهي وقف الحرب والانسحاب وتدفق المساعدات بجميع أنواعها دون أية معيقات، حماس تريد الانتقال إلى المرحلة الثانية وفق الاتفاق والتي من المفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
لكن نتنياهو يتهرب من كل ذلك خشية انهيار حكومته المتطرفة ويلمح إلى شن عمليات عسكرية في قطاع غزة، إذا لم يحدث أي اختراق خلال اللحظة الأخيرة في اتفاق وقف إطلاق النار لممارسة ضغط على قيادة حماس والمقاومة للقبول بخطة ويتكوف التي لم ترفض من طرفي الصفقة “حماس” وحكومة قتلة الأطفال.
الواقع أن مخاوف المقاومة مشروعة إذا ليس ثمة ضمانة من أي طرف بإلزام نتنياهو بتنفيذ بنود الاتفاقيات التي عادة ما يخرقها نتنياهو وهي لا تزال على الورق، خصوصا وأن أحد الأطراف وهي الولايات المتحدة تتحدث بوصفها ممثلة للكيان المارق وليس طرفا محايدا أو وسيطا في المفاوضات، فيما يبدو الضامنون العرب في وضع من “ليس له باليد حيلة”.
مشكلة هذه المفاوضات أن المقاومة تخوضها دون ظهر عربي يساندها في مطالبها، وتركت وحدها تواجه مصيرها بعد الإغلاق التام للقطاع من قبل الاحتلال وبدء عميلة تجويع معلنة لنحو 2 مليون نسمة.
المقاومة تعتمد على حسن الظن بالله وعلى شعبها وقدراتها العسكرية المحدودة وعزيمتها ومساندة أحرار العرب وأحرار العالم. و (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).
0 تعليق