دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Current Biology" أن ذكر الأخطبوط بالخطوط الزرقاء يحقن سمًا عصبيًا قويًا في قلب أنثى الأخطبوط قبل التزاوج لتجنب التعرّض للافتراس.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، والمتخصص بعلم أعصاب الحيوانات في جامعة "كوينزلاند" بأستراليا، وين سونغ تشونغ، لـ CNN الخميس إنّ ذكر الأخطبوط تطور لاستخدام سمٍّ يُدعى "تترودوتوكسين" (TTX) لشلّ حركة أنثى الأخطبوط، اللواتي يبلغ حجمهنّ ضعف حجم الذكور، وعادةً ما يأكلن شركائهن الجنسيين.

يمكن أن ينمو الأخطبوط بالخطوط الزرقاء إلى حوالي 4.5 سنتيمتر، أي ما يعادل حجم كرة غولف تقريبًا.
ذكر المتحف الأسترالي أن هذه الفصيلة تُعرف بكونها من أخطر الحيوانات في البحر بسبب سمِّها القوي للغاية، وقد توفي العديد من الأشخاص في أستراليا بعد تعرّضهم لها.

أوضح تشونغ أنّ هذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على دليل لاستخدام سم عصبي أثناء التزاوج بدلاً من الصيد أو الدفاع عن النفس، قائلًا: "شكلّ ذلك مفاجأة حقًا"، مضيفًا أنّ الافتراس الجنسي شائع لدى رأسيات الأرجل، كالأخطبوطات، وكائنات أخرى مثل العناكب والسرعوف.
وأشار إلى أنّ أكل أنثى الأخطبوط لشريكها يساعدها في تجميع طاقة كافية لإنتاج البيض ومن ثمّ حضانته، ووَصَف الذكور بأنهم بمثابة "وجبة خفيفة أخيرة".
بينما طوّرت أنواع أخرى من الأخطبوطات أذرعًا أطول للتزاوج، ما يسمح لها بالحفاظ على مسافة آمنة وتجنب هذا المصير، فإن الأخطبوط بالخطوط الزرقاء يتمتع بأذرع قصيرة نسبيًا تتطلب التقارب بشكلٍ وثيق.
وأفاد تشونغ أنّ ذكر الأخطبوط يقترب من الإناث ويحاول عضّهنّ في منطقة محددة لنقل السّم إلى الشريان الأورطي.
وباستخدام عدسة مقرَّبة، لاحظ الباحث أنّ الأنثى تبقى ثابتة وتتوقف عن التنفس لمدة ساعة تقريبًا، ما يمنح الذكر وقتًا كافيًا للتزاوج بأمان، وبعد فترة تستيقظ الأنثى.
رأى تشونغ أنّ سلوك التزاوج هذا يُظهر كيف وجدت فصيلة الأخطبوط بالخطوط الزرقاء طريقةً لنقل جيناتها إلى الجيل التالي، قائلًا إنها "مهارة للبقاء نوعًا ما".
0 تعليق